لا أحد ينكر حجم الجهد الذي يبذله الرئيس السيسي في التواصل والانفتاح علي الخارج شرقا، وغربا، وفي إفريقيا، وعلي الصعيد العربي، فالتحرك واضح وملموس. لكن ماذا عن الداخل؟ مشروع القناة، واستصلاح مليون فدان، و..... و.... وعدة مشروعات أخري تمثل اجابة جزئية عن سؤال الداخل، لكن مازلنا نحتاج ونتطلع للمزيد كما وكيفا. البداية - ومواصلة المشوار - تكون بالانسان ومن أجله، غير أن الايمان بدور الانسان يتطلب أولا، أن تكون معايير الاختيار والفرز جادة. هناك وزراء غير جديرين بمقاعدهم، ومحافظون كان يجب أن يغادروا مواقعهم حتي قبل رئاسة السيسي، ثم ان هناك - أيضا - قوانين كان يجب أن تصدر بمراسيم رئاسية، ولم تصدر، واجمالا ثمة فصام بين طموحات عديدة مشروعة، وواقع مؤلم إلي حدود التراچيديا. لن أسقط في فخ تعليق كل الأمور في رقبة الرئيس، رغم مسئوليته الاخلاقية والسياسية عن كل ما يجري، إلا انني سوف ألح علي سرعة تفعيل مسألة واحدة: ألا يوسد الأمر غير أهله. ماذا يعني - كمثال - أن يخرج رئيس الوزراء ليتناول فساد وزارة الزراعة، ثم لا يقيل الوزير، ولا نسمع صوت الأخير، ثم يستمر كل شئ كما هو؟! ببساطة شديدة، مهما فعلت يا ريس علي الصعيد الخارجي دون الاستناد لداخل قوي، فعال، متماسك، وفق نظام مؤسسي لا يتقلد فيه أي شخص مسئولية إلا إذا كان يمتلك الكفاءة والمؤهلات التي تجعل نسبة الخطأ في قراراته اقرب للصفر، لن نتقدم، فمصر لم تعد تحتمل الفساد، أو التجريب للبشر والنماذج. ان يوضع كل إنسان في موضعه، بداية الانطلاق نحو المستقبل الذي انتظرناه طويلا، ومزيد من الانتظار ترف لن نحتمله، والتاريخ لن يرحمنا.