واذا كانت الصين تشارك بفاعلية في سد النهضة الاثيوبي فإنها في نفس الوقت تدرك ماذا يعني النيل لمصر.

كان زفاف الملك فاروق والملكة فريدة في 20 يناير 1938 حديث العالم كله.. اجواء الفرحة والبهجة تعم انحاء مصر، الملك الشاب ذو السبعة عشر عاما يتزوج أجمل مواطناته.. كان الموضوع الرئيسي لمجلة لايف الامريكية في 14 فبراير من نفس العام عن اجمل زوجين في مصر.
افردت المجلة صفحتين كاملتين للحدث واحتلت الملكة فريدة غلاف المجلة التي رصدت مجموعة مشاهد غريبة وفريدة ربما لا يعرفها الجيل الذي لم يعاصرها.. المشهد الأول: جلس الملك فاروق واضعا يده في يد حماه «يوسف ذو الفقار» وفوق يديهما منديل حرير، يردد خلف المأذون كلماته ووقفت الملكة الشابة وبجوارها الملكة الام «نازلي» والاميرات اخوات الملك ينظرن في صمت يمد الملك يده بمظروف مغلق لحماه يحتوي علي مهر الملكة قبل ان يوقع ثلاث نسخ لعقد الزواج يحتوي المظروف علي ثلاثين قرشا مصريا مهر الملكة فريدة.
المشهد الثاني غريب وطريف حيث اعلن النشالون امتناعهم عن السرقة يوم زفاف الملك واعتبروه اجازة لهم بمناسبة الحدث السعيد فالفرحة لم تكن داخل القصر الملكي فقط بل كان الشعب كذلك سعيدا بهذا الزواج.. والطريف ايضا ان بعض بائعي الصحف تخلوا عن مهنتهم الرئيسية الي بيع صور الزوجين.. واحتفالا بزفاف الملك تمت اضاءة تمثال «ابي الهول» بأضواء مبهرة تحية للسائحين.. كما اقيم احتفال شعبي كبير امتد ثلاثة ايام حيث تجمعت اعداد كبيرة من المصريين امام القصر الملكي الذي زينته الأنوار بأكمله وأقيم حفل في الشارع للترفيه عن الجماهير شاركت فيه فرقة شعبية.
< علي مسافة خمسين مترا من اول شارع الخليفة المأمون بمصر الجديدة يقع منزل الرئيس الراحل جمال عبدالناصر الذي عاش فيه نحو 18 عاما عقب ثورة 23 يوليو 1952 حتي رحيله في سبتمبر 1970.. وشهد زيارات بروتوكولية وشخصية لعدد من مشاهير العالم.. وعقب وفاة زوجته عام 1992 انتقلت تبعية المنزل الي رئاسة الجمهورية ثم لوزارة الثقافة.. وأرادت الدولة تخليد ذكراه بتحويل المنزل الي متحف قومي يضم مقتنياته الشخصية والنياشين والأوسمة لتاريخ الحقبة الناصرية.. الا ان القرار توقف حتي عام 2009 ليستأنف العمل به بعد ذلك.
مساحة المنزل 500 متر تحيط به حديقة وتمت اضافة ملحق له في اوائل الستينيات، وتعرض المنزل ـ الذي يشهد لمسات التشطيب الاخيرة لحين افتتاحه متحفا ـ للاهمال مما استلزم جهودا كبيرة لترميمه وزراعة قواعد واعمدة خرسانية له وادخال احدث وسائل التكنولوجيا لمراقبة مقتنيات المتحف وحمايتها من السرقة وفقا لمواصفات المجلس العالمي للمتاحف وتزويده بأجهزة الدفاع المدني.. والمنزل من طابقين لم تتغير معالمه سوي في استخدام فنائه بهوا للمتحف وزيادة مصعد حديث لكبار السن يجاور المصعد الوحيد الذي تم اعداده اثناء اصابة قدم عبدالناصر وانجزته الادارة الهندسية بالقوات المسلحة في اقل من اسبوع بعدما منعه الاطباء من صعود السلم الخشبي.. وعلي اقصي يمين المنزل من الخارج غرفتان تم استخدامهما عيادة طبية للطوارئ تم تحويلهما في المتحف الي مكتبة تضم الكثير من الكتب التاريخية والخاصة بفترة الحكم الناصري والمؤلفات التي اهتمت بثورة يوليو واستحداث ممر مواز للمدخل الرئيسي لواجهة المنزل القديم علي ان يتم الدخول من البهو الي ثلاثة مسارات من نهاية الطابق الاول الي الطابق الثاني نهاية بالحديقة التي كان يجلس عبدالناصر فيها لتناول الافطار مع اولاده او ممارسة الرياضة.