تحشد مصر دول العالم سياسيا لتكوين جبهة قوية للتصدي للإرهاب في كل صوره سواء من داعش أو القاعدة أو الاخوان
شدد الرئيس السيسي خلال استقباله وفد البرلمان الاوروبي منذ أيام بضرورة تضافر جهود المجتمع الدولي لوقف امدادات المال والسلاح للجماعات الإرهابية.. وأهمية المواجهة الشاملة للإرهاب والتي لا تتوقف عند حدود المواجهات العسكرية والأمنية فقط بل تمتد لتشمل التنمية الاقتصادية والاجتماعية لدول المنطقة التي تعاني من تهديدات الجماعات الإرهابية.
من ناحية أخري حذرت تونس من القيام بعمل عسكري دولي ضد داعش في ليبيا دون التنسيق مع دول الجوار لأن أي انعكاسات لهذه الضربات ستؤثر عليها.. وأوضح وزير الدفاع التونسي فرحات الحرشاني ان أي ضربات ضد داعش سينتج عنها موجات كبيرة من اللاجئين إلي بلاده.. وقد يندس بينهم عناصر داعشية للقيام بأعمال إرهابية خاصة ان هناك اكثر من ستة آلاف تونسي نزحوا إلي العراق وسوريا وليبيا للقتال وانضم عدد كبير منهم إلي صفوف داعش.. وهؤلاء سيكونون قنابل بشرية ضد بلاده.
وقد اتخذت تونس خطوات احترازية لحماية حدودها وانتهت من بناء منظومة حواجز علي طول حدودها مع ليبيا بعد أن قام تنظيم داعش بتنفيذ عمليتين إرهابيتين علي المتحف الوطني ومنتجع سياحي اسفرا عن سقوط عشرات القتلي من السياح مما يضر ضررا كبيرا بالاقتصاد التونسي التي تمثل السياحة موردا أساسيا للدخل الوطني.. وقد امتد حزام الحواجز علي مسافة ٢٠٠ كيلو متر من رأس جدير علي ساحل البحر المتوسط حتي منطقة الذهبية في الجنوب الغربي للبلاد.. وانه سيتم دعم هذه الحواجز بمعدات رصد الكترونية بمساعدة بعض الدول الاوروبية.
وتنسق تونس والجزائر لاجراء مناورات وتدريبات مشتركة لقواتهما الجوية بهدف التصدي لتهديدات محتملة لداعش.. خاصة ان الجزائر تعتبر التهديد المقبل من ليبيا يمثل تهديدا حقيقيا لأمنها الوطني.
ولم تتأخر مصر في التنسيق مع تونس والجزائر وبعض الدول الافريقية الاخري للتصدي لتنظيم داعش الإرهابي الذي يمثل خطرا حقيقيا علي حدودها الغربية.. وتحشد مصر دول العالم سياسيا لتكوين جبهة قوية للتصدي للإرهاب في كل صوره سواء من داعش أو القاعدة أو الاخوان وقد نجحت مصر في لفت نظر الدول الغربية إلي خطورة نزوح الداعشيين من سوريا والعراق والتمركز في ليبيا بعد أن تعرضت لضربات عنيفة في الدولتين من قوات التحالف الدولي وروسيا.
لم تستهن مصر بالخطر الزاحف علي حدودها خاصة ان تنظيم داعش يركز معظم قواته في درنة وبني غازي شرقي ليبيا وتستحث العالم للقيام بدوره في مواجهة هؤلاء الإرهابيين في ليبيا.. وتسليح الجيش الليبي ليستطيع مواجهة هذا الخطر.
لقد أكدت القيادة السياسية أكثر من مرة انهالن تسمح بتهديد الأمن القومي المصري ولن تقف مكتوفة الأيدي أمام هذا الخطر الذي يستهدف مصر في المقام الأول.. وقد نجحت قواتنا المسلحة وقوات الأمن في تدمير سيارتين كانتا تحملان أسلحة وذخائر قادمة من ليبيا.. وهناك أعين ساهرة ليل نهار لحماية حدودنا من هؤلاء القتلة الإرهابيين.. وسينتصر جند الحق بإذن الله علي هؤلاء المارقين.
المهم أن يسرع العالم في التصدي لداعش ليبيا قبل استفحال خطره ليس علي مصر وتونس والجزائر فقط بل علي أوروبا كلها.. بل لن تنجو أمريكا التي صنعت الدواعش من لدغاتهم.. فمن يحتضن الحية لابد أن تصيبه بعضاتها.