لو أنه استخدم كلمة المجرمين بدلا من كلمة الأبطال، لاستقام الوصف والموصوف وصح النعت والمنعوت، وأصبح المعني واضحا في مكانه وصحيحا في سياقه، ودل دلالة مؤكدة وسليمة علي ماهية الوقائع، وحقيقة الجرائم التي يتحدث عنها والقائمين بارتكابها، وكذلك المحرضون عليها والمسئولون عنها،...، ولكنه آثر الخداع والكذب ولم يخجل وهو يمارس هذه الخطايا أمام العالم كله، وليس أمام الشعب الأمريكي فقط. ذلك هو ديك تشيني نائب الرئيس الامريكي السابق جورج بوش الابن، الذي مارس هو  ورئيسه الكذب علي العرب والعالم، عندما ادعيا أن صدام حسين يمتلك ترسانة متعددة ومتنوعة من أسلحة الدمار الشامل، يمكنه بها تدمير المنطقة وتهديد العالم كله، لذا اصبحت إزالته واجبة والتخلص منه ضرورة، لإنقاذ العراق والمنطقة والعالم من شره وأخطاره. وكان ما كان، حيث اتخذ بوش الابن وتشيني النائب ذلك سبيلاً لغزو العراق واحتلاله، بعد تدميره تدميرا شاملاً وكاملاً، بحيث لم تقم له قائمة حتي الان، بل أصبح مرتعاً خصباً للنعرات الطائفية، والحروب الأهلية، والجماعات الارهابية، وأضحي علي شفا التفتت والتقسيم. وقف تشيني هذا مدافعاً عن الفضيحة الأمريكية الجديدة القديمة، التي انفجرت في وجه أمريكا ودوت أصداؤها في العالم كله، في أعقاب نشر وإعلان تقرير الكونجرس الرهيب والخطير، عن عمليات التعذيب الوحشية واللا إنسانية، التي ارتكبتها المخابرات المركزية الأمريكية »‬السي آي إيه»، ضد المعتقلين في أعقاب أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001، بهدف نزع الاعترافات منهم وإجبارهم  علي الادلاء بمعلومات عن طريق القهر والتعذيب. رفض نائب الرئيس الأمريكي السابق تقرير الكونجرس الكاشف والفاضح، للممارسات المخزية التي قامت بها المخابرات الأمريكية في عهده وبعلمه هو ورئيسه، ودافع عن برنامج التعذيب الشيطاني وقال إنه كان ضرورة للوصول للمعلومات والقبض علي منفذي الحادي عشر من سبتمبر، وتجنيب أمريكا هجمات أخري،....، ولم يكتف بذلك بل زاد بأن وصف المجرمين الذين ارتكبوا هذه الجرائم،  الوحشية بالأبطال. ورغم فجاجة ووقاحة موقف نائب الرئيس الأمريكي السابق، في دفاعه عن عمليات التعذيب الوحشية، ووصفه لمرتكبيها بالأبطال، إلا أن ذلك ليس مستغربا عنه هو ورئيسه،...، حيث تم في عهدهما ارتكاب اكثر الفضائح الأمريكية وحشية وإجراماً علي الاطلاق، وهي فضيحة التعذيب اللاإنساني في سجن أبو غريب بالعراق،..، التي كانت ولاتزال لطمة شديدة علي وجه أمريكا المتشدقة دائماً بحقوق الإنسان.