ذكرتني بيضة اللواء طارق نصر محافظ المنيا التي تصدرت الصفحات الأولي بالمواقع الخبرية أمس الأول الأحد، والصفحة الرسمية للمحافظة، بفيلم البيضة والحجر للرائع الراحل أحمد زكي، حين يتحول المثقف إلي مشعوذ ويستغل علمه وثقافته في اللعب بذكاء علي مشاعر الناس، متخطيا آمالهم وأحلامهم، هل هو نوع من الإلهاء، أم لحصد شهرة زائفة ! الغريب في هذا الخبر ليس في بيضة المحافظ المقدسة، ولكن في صدوره وقت افتتاح منتدي أفريقيا بشرم الشيخ، بحضور رؤساء ومسئولين من الدول الأفريقية، وبدلا من تعريف الناس بأهمية هذا المؤتمر الذي يعزز التعاون بين مصر ودول القارة ويعيد المكانة والريادة لمصر في المنطقة، يلهي مواطني المنيا ومعهم الشعب المصري بالبيضة المقدسة، « بلاش المؤتمر.. بلاها تثقيف « هل انتهت كل مشكلات المحافظة «المتلتلة» من الفقر والبطالة والأمية والزراعة والري والمياه والصرف الصحي و..و..إلخ إلخ..، ليساهم ببيضته المقدسة في زيادة وتأصيل الجهل والتخلف بين الناس، الصور التي صدرها محافظ المنيا من تقبيله للبيضة ووضعها في صندوق أنيق تثير الإشمئزاز والغثيان، هل نترك كل آيات الله في هذا الكون الفسيح بسمائه ونجومه وكواكبه ومجراته، وكوكب الأرض ببشره ومخلوقاته، التي لا تعد ولا تحصي، بكل ما علي الأرض الكروية التي تسبح في الفضاء من بحار ومحيطات وجبال جعلها الله أوتادا، لننظر إلي تعرجات علي البيضة قد تظهر للبعض كلمة « الله « وتظهر للآخرين في أشكال ومعان متعددة، لنعلم أن الله سبحانه وتعالي موجود، هل يحتاج الله جل جلاله لوجود اسمه علي بيضة الدجاجة، والبيضة نفسها التي تخرج من الدجاجة آية من آيات الله، ارحمونا يرحمكم الله، ولا تلهوا الناس بأشياء فارغة وتضيفوا للجهل جهلا، كنت انتظر من محافظ المنيا أن تتصدر صفحة المحافظة الرسمية مشكلات المواطنين والحلول التي يضعها لحل أزمات المحافظة، وبما يرتقي بالثقافة والفنون بالمحافظة، بحملات تعليمية، بمشروعات لشباب المحافظة، بحلول لحل أزمات الصرف الصحي ونقص المياه، في الإرتقاء بالأجهزة المحلية والتعليمية والصحية بمحافظته بالمساهمة في البناء لا المساهمة في تأصيل الدجل والجهل والتخلف.
وسؤالي لرئيس الوزراء ووزير التنمية المحلية، ما هي مقاييس اختيار المحافظين..؟
د. هالة أبو علي
نحن نعتب علي الناس قراءتهم فقط لعناوين ما يكتب في الصحف من أخبار وموضوعات ومقالات وحوارات أو تحقيقات ثم التعليق بالسلب أو الإيجاب دون أن يكونوا قرأوا المتن نفسه، لأن نصف المتعلم أخطر علي المجتمع من الجاهل، لكن أن يصدر ذلك من إعلاميين وصحفيين المفروض أنهم من المثقفين، هنا يكون الإندهاش. في حواري المنشور الثلاثاء الماضي مع القديرة د. هالة أبو علي أستاذ الإقتصاد وأمين عام المجلس القومي للطفولة والأمومة، ونائبة البرلمان الحالي، تحدثت معي عن حلمها في القضاء علي الفقر وتحقيق العدالة الاجتماعية وهو ما ستعمل جاهدة من أجل هذا من خلال التشريع بالبرلمان، وفي جزء من الحوار تحدثت معي عن المظاهرات وإلغاء قانون الخدمة المدنية وقالت بالنص « احنا بندلع وعلينا أن نعطي الواجبات قبل أن نطالب بالحقوق «، وهو ما كتبته في الحوار والعنوان الرئيسي الذي تم تغيير نصفه من قبل الدسك المركزي بالجريدة ليصبح «احنا بندلع ومش عايزين نشد الحزام» أيا كان التغيير في العنوان لتبسيطه للقراء ما كان ينبغي لإعلامي أو مقدم برامج شهير، وأيضا بعض الصحفيين المخضرمين أن يتصيدوا وينتقدوا مهاجمين د. هالة أبو علي دون أن يكونوا قرأوا الحوار كاملا، هكذا تقتضي المهنية والمصداقية الصحفية والإعلامية، د.هالة أبو علي..عذرا