يخطئ من يظن أننا على أعتاب حرب عالمية ثالثة مسرحها الأراضى السورية..فالقراءة فى عدة شواهد تؤكد بالدليل القاطع والبرهان الساطع أن تلك الحرب شيء من الخيال.
احتمال تنفيذ أى حرب عسكرية على أرض الواقع صعب الحدوث فى الألفية الثالثة، التى يحكمها المجتمع الدولى وعدة اتفاقيات عالمية..وما دار من تصعيد سعودى بالإعداد لتدخل برى فى الأراضى السورية لمحاربة «داعش»، بالإشتراك مع قوات عسكرية من عدة دول أخرى بينها تركيا - هو حقها، للإثبات للعالم أن أكبر دولة إسلامية تقود اسقاط صورة إلصاق الإرهاب بالإسلام..ولكن ذهاب البعض فى اتجاه أن حربا ما على وشك الحدوث هو طريق خاطئ..فقد أعلنت السعودية استعدادها، وتنتظر الضوء الأخضر من التحالف الدولى الذى تقوده أمريكا لمحاربة الإرهاب ، لمواجهة داعش وليس النظام السورى كما يعتقد البعض.
الولايات المتحدة هى المحرضة الأولى على إقحام السعودية فى تزعم هذا الأمر، ووضع الرياض بالنسبة لبشار الأسد جعل البعض يخطئ الظن، ولم يفطنوا أن السعودية تدرك جيدا بواطن الأمور ولن تعادى موازين القوى الدولية، ولن تتفرد بالحرب..ومن الناحية الأخرى تدير أمريكا أمورها من خلال تسويات واتفاقيات مع روسيا كأقوى حليف لسوريا للموافقة على محاربة «داعش» بريا، لتقنع موسكو النظام السورى بالموافقة.
السعودية تعلم جيدا أن تركيا التى تستعد هى الأخرى للدخول البرى فى سوريا، غايتها الأولى هى تحقيق مصالحها الشخصية، كما تعلم المملكة أنها إذا تصرفت بعيدا عن الإجماع الدولى ستقوم الحرب ضد جبهة أقوى تتمثل فى قوات الأسد بالتحالف مع روسيا وإيران وحزب الله.
يظل الموقف الروسى هو الأقوى فى الأزمة السورية، والمحرك الوحيد لحلها سلميًا، ولن يتخلى بوتين عن الأسد بسهولة، وبشار متمسك بالسلطة، ونخشى وقوع سوريا فى براثن الفوضى كما حدث فى ليبيا..ليصبح إجراء انتخابات رئاسية فى دمشق برعاية دولية شاملة هو الحل الوحيد.