الفيتو الأمريكي الأخير في مجلس الأمن ضد مشروع القرار الذي يدعو الي انهاء الاحتلال الاسرائيلي للأراضي الفلسطينية ما هو إلا شهادة موثقة متكررة بعدم مصداقية تبني هذه الدولة لإكذوبة حل الدولتين.. الفلسطينية والإسرائيلية. ما حدث يأتي تأكيدا لمواقفها التي تستهدف منع مجلس الامن من القيام بدوره في مساندة الشرعية الدولية والحقوق المشروعة للشعوب. كيف بالله يمكن لأحد ان يصدق بعد كل هذه المواقف الفاضحة ما تدعيه واشنطن بشأن مقترح حل الدولتين الذي يصبح لا معني له بدون انهاء احتلال اسرائيل للأرض الفلسطينية في حرب يونيو ١٩٦٧. اصبح واضحا وجليا ان كل ما ترمي إليه من تحركاتها هو التسويف وتضييع الوقت علي أمل أن يؤدي ذلك الي ترسيخ استيلاء اسرائيل علي كل الارض الفلسطينية ووضع العالم امام الامر الواقع. في هذا الشأن فإنها تصر علي مواصلة مساندتها السياسية وممارسة الضغوط علي الساحة الدولية واستغلال عضويتها الدائمة في مجلس الامن لمنع الفلسطينيين من الحصول علي حقوقهم المشروعة وفقا للمواثيق الدولية. انها لا تكتفي بهذه السياسات غير الاخلاقية والمناقضة للمواثيق الدولية وحقوق الانسان وانما تقوم.. بتقديم مليارات الدولارات سنويا وفتح ترسانتها العسكرية مجانا لهذا الكيان العدواني الذي زرعته في الشرق الاوسط..  ليس من هدف لهذا الدعم سوي التشجيع علي ارتكاب المزيد من العدوان والمجازر ضد الشعب الفلسطيني. ولا يمكن عدم الربط بين هذا المخطط الامريكي وما يتم تنفيذه من مؤامرات واعمال تخريبية لا تتوقف ضد الدول العربية. هذا ما تؤكده كل الازمات والانقسامات وعمليات الاستقطاب بالشعارات المزيفة من جانب الادارات الامريكية المتعاقبة. ليس امام السلطة الفلسطينية وفي اطار سعيها لانتزاع الحقوق المشروعة لشعبها سوي ان تستمر في فضح هذا السلوك الأمريكي الفاجر في كل الساحات الدولية. هذا التوجه يلزمها باستمرار جهودها لاكتساب عضوية المنظمات الدولية التي لا تخضع للفيتو الامريكي اللعين المسخر لصالح حماية العدوان الاسرائيلي. وفي هذا المجال فان تحركها للحصول علي عضوية الجنائية الدولية يستحق التحية والدعم والمساندة من كل القوي  التي تقف الي جانب الشرعية وحق الانسان في حريته ووطنه. الشيء الذي يدعو الي السخرية أن يرد البلطجي نتنياهو رئيس وزراء اسرائيل علي طلب الانضمام الفلسطيني الي الجنائية الدولية باطلاق تهديداته بتقديم القيادات الفلسطينية إلي الجنائية بتهمة ارتكاب جرائم حرب ضد إسرائيل المحتلة لاراضيهم. انه يتناسي أن ميثاق الامم المتحدة يؤكد دعمه ومساندته لحق الشعوب في مقاومة الاحتلال للحصول علي الحرية. ليس هناك ما يقال تعليقا علي هذه الصفاقة المستمدة من الدعم الإمريكي سوي القول بأن »‬اللي اختشوا ماتوا».