غريــــــــب : احلم باستنساخ جيل الفرحة اللاعبون كانوا "وحوش" ..والاحتفالية الحقيقية ليلة صعودنا المشوار صعب لكنى متفائل ..ولمن هاجموني أقول : " المسامح كريم " لا أفكر في تونس ولا السنغال ..وقادرون على رد الاعتبار بشروط  جاءني صوت الكابتن شوقي غريب المدير الفني للمنتخب الأول لكرة القدم عبر الهاتف من جابرونى عقب الفوز الثمين على بتسوانا بهدفين نظيفين ليلتقط  الحلم الأفريقي من رحم المعاناة ويحافظ على آماله في التأهل لنهائيات أفريقيا . قلت له : "مبروك يا كابتن شوقي"  فرد بنبرة فرح يكسوها شيء من الحزن : مبروك للمصريين والمشوار مازال طويلا وصعبا  عاودته الحوار قائلا : الأمل تجدد والحلم صار ممكنا وأنت قدها وقدود يا كابتن . فرد قائلا : الحياة الكروية علمتني الكثير ، لا اضحك لانتصار ، ولا احزن لانكسار أو هزيمة ، الحياة الكروية لا تتوقف ، تتغير وتتحرك ولا تقف أبدا عند حال ، علمتني الصبر، وان الابتسامة تأتى بعد العبوس ، والفرج بعد الضيق ، وأن الأبواب المغلقة ، لا يمكن أن تبقى مغلقة إلى الأبد ، وكم من مرة رأيت فيها الدنيا تضيق حتى أصبحت مثل خرم الإبرة ، ثم بيد الله تأتى توسع الخرم البسيط فيدخل منه شعاع  ، ثم يتحول الشعاع البسيط الى ضياء ساطع ! وكم مرة رأيت الحياة تدير لي ظهرها ، وتصورت إنها نهاية الدنيا ، وبالصبر والكفاح يتحول العسر إلى يسر ، والقبح إلى جمال،  والانكسار إلى انجاز !! ..المواقف كثيرة ، منها ما حدث معنا في مونديال الشباب بالأرجنتين ، خسرنا في البداية بشكل مهين والنهاية كانت انجازا تاريخيا ، بحصولنا على برونزية العالم ، وهناك الكثير من المواقف المتشابهة على مدار 6 سنوات احتكر خلالها المنتخب تحت قيادة الكابتن حسن شحاتة المدير الفني السابق البطولات القارية وكنت واحدا من كتيبة النجاح . ما هو انطباعك بعد الفوز ..؟ فرد قائلا : طبيعي جدا أن تفوز مصر صاحبة الرقم القياسي في البطولات والأرقام القارية  على بتسوانا ، وهذا لا يقلل من المنافس العنيد ، والذي صمد أمامنا لمدة 56 دقيقة ، ومثلت بعض هجماته خطورة ، وإن كانت قليلة ، ولكن الأجواء والهالة التي أحاطت بالمنتخب من انتقادات هدامة من البعض،  هي التي صنعت صعوبة المباراة ، وجعلت منها مهمة انتحارية ، وأنا لا اخفي سرا إذا قلت لك أنا سعيد وراض بهذا الفوز الضروري ، والذي جاء في وقته ، وأعادنا إلى الصورة من جديد ، واحي أملا صوره البعض على أنه ضاع ، ومنع سيناريوهات كانت جاهزة للرحيل والحكم بالإعدام على هذا الجيل. وتابع غريب : سعادتي الكبيرة تتمثل في الايجابيات التي خلفها الفوز على بتسوانا واثبات لاعبينا عمليا أنهم قادرون على تحقيق آمال جماهيرهم ، سعيد بنقاط الأمل والثقة ، وبداية الانطلاقة ، لجيل أتمنى أن أكون سببا في استنساخه على طريقة جيل الفرحة ، الذي سبق وساهمت في تكوينه مع الكابتن حسن شحاتة ، لاعبونا كانوا إبطالا ووحوشا ، وحققوا الهدف من مباراة بتسواتا ، وأنا اشكرهم كثيرا على صمودهم وقوة عزيمتهم وإصرارهم على زرع الأمل  فئ الصحراء المصرية اليائسة ، وان شاء الله سنكمل المشوار ، وفرحتنا الكبيرة ستكون بعد تحقيق الحلم والتأهل إلى نهائيات أفريقيا ، وعودة مصر للتحليق مجددا على الصعيد القاري . ما سر الحزن الذي اشعر به في نبرات صوتك..؟ فرد قائلا : بصراحة أنا حزين من الحملة الشرسة التي لا اعلم سببها  ، خاصة وإنها انطلقت قبل أن نبدأ المشوار الأفريقي مع احترامي وتقديري لمشاعر الجمهور المصري الذي أعشقه للخسارة من  السنغال وتونس ،  ولكنني شعرت بأن هناك من يتصيد لنا الأخطاء ، ويوجه سهامه من أجل النقد ،  عكس آخرين وجهوا لنا نقدا بناء لا أنكر أنني استفدت منه كثيرا في علاج الأخطاء وتداركها خلال لقاء بتسوانا . وماذا تقول للذين وجهوا لك نقدا هداما ..؟ أقول لهم " المسامح كريم وتعالوا نبدأ صفحة جديدة من اجل بناء جيل قوى لمصر ونساهم سويا ،كل في موقعة في إعادة الكرة المصرية لسابق عهدها ..أقول لهم إن بناء جيل بطولات يحتاج إلى سنوات ولكننا محظوظين لوجود خامات مثل التي ظهرت في بتسوانا ..خامات من اللاعبين أصحاب الصفات الإرادية وهذه نوعية تحتاج فقط للفرصة كاملة والدعم والمساندة من اجل مواصلة المسيرة ".  ما هو الجديد الذي طرأ على المنتخب ليظهر بهذه الحلاوة والجمال إمام بتسوانا..؟  رد قائلا : لا جديد سوى شعور اللاعبين بالهدوء وأدائهم بعيدا عن الضغوط ورغبتهم الحقيقية في الرد على المشككين وأدائهم بحماس وقوة وابتعادهم عن الأجواء التشاؤمية وهو دور اشكر عليه كل من ساهم فيه من منظومة المنتخب بداية من مجلس الإدارة برئاسة جمال علام والكابتن حسن فريد نائبه والمشرف على المنتخب وكل أفراد المجلس خاصة المهندس احمد مجاهد الذي كان له دور كبير في رحلة بتسوانا وأفراد الجهاز المعاون الكباتن علاء نبيل وأسامة نبيه ومحمد سلام ولا انسي دور الكابتن احمد حسن مدير الكرة القريب من اللاعبين والذي نجح وأفراد الجهاز المعاون  في بث الروح القتالية مستثمرين استعداد اللاعبين لتحقيق الانتصارات .. ولا ننسى الدور الايجابي لانطلاق الدوري ومشاركة اللاعبين فيه وهو ما ساهم بقوة في تجهيزهم للقاء . ما هو تعليقك على التعادل السلبي بين السنغال وتونس ..؟ فأجاب قائلا : بصراحة أنا لا انظر إلى نتائج اﻵخرين وتعاهدنا مع اللاعبين على حصد نقاط المباريات القادمة واعتبارها لقاءات كئوس لا بديل فيها عن الفوز  فقاطعته في الكلام وقولت له : لكن السنغال وتونس هما الأقرب إلى تذكرتي التأهل يا كابتن  فرد قائلا : إذا كانت تونس قد هزمتنا على أرضنا فنحن بهذه الكوكبة المتميزة من اللاعبين قادرون على رد الاعتبار منها في تونس ونفس الوضع بالنسبة للسنغال على أرضنا ..فقط نحن نركز الآن في لقاء بتسوانا الأربعاء المقبل ونأمل أن يحالفنا التوفيق في استمرار النتائج الايجابية ولدينا ثقة كبيرة في لاعبينا وبمجرد الوصول للقاهرة سندخل معسكرا مغلقا استعدادا للقاء الأربعاء ولن نستبق الأحداث وسنبذل قصارى جهدنا وسنقاتل للدفاع عن أحلامنا حتى آخر لحظة . وواصل كلامه : المشوار صعب وطويل ولكنني متفائل وأطالب الجمهور والنقاد بالصبر على هذا الجيل الواعد وان يكونوا معنا من اجل إنهاء عملية الإحلال والتبديل وبناء جيل دون كبوات .. وتأجيل الكلام والنقد الهدام لما بعد انتهاء التصفيات وعدم التسرع في الحكم على اللاعبين والتعامل بايجابية مع المنتخب الذي يقوم بدور وطني لرفع علم مصر عاليا في المنافسات القارية . ومن وجهة نظرك يا كابتن من هو نجم مباراة مصر وبتسوانا ..؟ أجاب قائلا : لاعبو المنتخب بالكامل كانوا نجوما فوق العادة وكانوا عند حسن الظن بهم وعلى درجة عالية من المسئولية وأكثر تنظيما والتزموا جميعا بالأدوار الهجومية والدفاعية وأنا أحييهم واشكرهم وأطالبهم بمزيد من التركيز في اللقاءات الفاصلة القادمة .