يعد اتفاق مصر والسعودية قوة تقود العالم العربي لمواجهة التحديات التي تواجه بعض الدول العربية والخروج بهم من النفق المظلم

زيارة الملك سلمان بن عبد العزيز مللك المملكة العربية السعودية إلي مصر لقاء تاريخي في اولي جولاته العربية منذ توليه سدة الحكم.. والتاريخ يؤكد علي مدي قوة وصلابة العلاقة منذ تأسست الدولتان.. غير انها تنامت بصورة مضطردة وفي وقت قياسي للأواصر والروابط المتعددة التي تربط بين الشقيقتين الكبيرتين.. وكذلك للتفاهم والتعاون الذي يغشي قيادات البلدين.. وكان للبصمة العميقة والقوية التي حفرها خادم الحرمين الشريفين المرحوم الملك عبدالله بن عبد العزيز الأثر الكبير في توطيد دعائم هذه العلاقة وتأكيد التعاطف والترابط بين الشعبين.. وبعد وفاة المغفور له الملك عبدالله تعالت بعض الأصوات تحاول تعكير صفو العلاقة بين البلدين مشيعة أن الملك سلمان ضد حكم الرئيس السيسي.. لهذا جاءت الزيارة في الوقت المهم الذي أكد أن العلاقة بين البلدين لم يشبها شائب.. بل هي قوية وتدلل علي العلاقة الإستراتيجية بين البلدين.. وكان الاستقبال الحافل من الرئيس عبد الفتاح السيسي والشعب لجلالة الملك سلمان لتدحض كل الأصوات التي تحاول الوقيعة وإحداث شرخ بين البلدين الشقيقين وتؤكد علي توثيق أواصر الأخوة بين الشعبين.. وسيكون لهذه الزيارة كما أكد الرئيس السيسي مردود علي المستوي العربي والإقليمي والإسلامي فهي إيجابية لمصلحة الشعبين.. كما سيكون لها انطلاقة جديدة للعمل العربي المشترك خاصة في ظل أزمات أدت إلي زعزعة الأمن العربي وعلي رأسها الأزمة الليبية واليمنية ومحاربة الإرهاب متمثلا في داعش والإخوان.
ويعد اتفاق مصر والسعودية قوة تقود العالم العربي لمواجهة التحديات التي تواجه بعض الدول العربية والخروج بهم من النفق المظلم.. فالوضع الإقليمي أصبح خطيرا جدا خاصة الحرب التي يخوضها اليمن.. وتهديدات داعش في ليبيا وسوريا والعراق ، فلدي هذه المنظمة الإرهابية القوة والأسلحة التي تفوق جيوش تلك الدول.. وأكد السياسيون أنه لو تم وضع سياسة وبرنامج للإنقاذ فسيتم حل مشكلات تلك الدول والحفاظ عليها من التقسيم كما هو الحال في العراق وسوريا.. وكان للاتفاقيات التي تم توقيعها دور كبير علي زيادة الاستمارات بين مصر والسعودية وليست اعانات.. وكان من أهمها انشاء جسر بري بين مصر والسعودية وتعود أهمية هذا الجسر البري انه سيقوم بالربط البري بين القارتين الآسيوية والأفريقية.. كذلك سيدعم التصدير بين بلدان العالم.. فضلا عن انه سيكون معبرا اساسيا للحجاج وسيؤدي الجسر إلي تيسير الانتقالات إلي المملكة العربية السعودية.. كما سيخفض الجسر من اسعار الحج.. كما سيسهم الجسر في سيادة التعاون علي المستوي التجاري والسياحي بين البلدين.. ولقد اطلق الرئيس السيسي علي الجسر اسم الملك سلمان تكريما لما قدمه للشقيقة مصر..
وكان من المقرر توقيع 17 اتفاقية إلا انها في اليوم الثاني «السبت « تم توقيع 21 اتفاقية في جميع المجالات اهمها إنشاء جامعة الملك سلمان بالطور، وإنشاء منطقة حرة في سيناء.. كذلك إنشاء 9 تجمعات سكنية في شبه جزيرة سيناء.. وتعتبر السعودية في مقدمة الدول العربية في مجال الاستثمار بجنوب سيناء خاصة في المشروعات التنموية والسياحية.. والارتقاء بالمستوي التعليمي لأهالي سيناء وتوفير فرص عمل للشباب.. كما أن تحدث الملك سلمان أمام البرلمان سابقة لم تحدث من قبل فلأول مرة ملك عربي يتحدث أمام البرلمان المصري وقد يكون هذا تعاونا بين البرلمانين المصري والسعودي.. وعندما دخل الملك سلمان القاعة كان هناك هدير من التصفيق وأخذ النواب يهللون مصر والسعودية ايد واحدة.. وفي كلمة رئيس المجلس أكد ان السعودية ومصر هما عصب الأمة العربية وتعاونهما وتضافر جهودهما سيقضي علي الإرهاب في الوطن العربي..
ولعل التكريم الذي قدمته مصر لجلالة الملك سلمان عندما قلده الرئيس السيسي قلادة النيل وهي أعلي الأوسمة المصرية علي الإطلاق لخير دلالة علي الأخوة المتينة والعلاقة العميقة التي تربط الزعيمين العربيين والتي تشير إلي مزيد من التفاهم والتعاون الذي يسود الشعبين.. تحية للملك سلمان وتحية للشعب السعودي..
وتحيا مصر.. وتحيا السعودية