يتحدث الكثيرون عن قوة مصر الناعمة، ولا يتحدث احد عن كيفية ابراز هذه القوة الموجودة بالفعل، سأضرب مثالا بالمتاحف، في مصر مجموعة من المتاحف لا يوجد مثلها في الدول الكبري لكنها مجهولة لأن أحد لا يعرفها، غير موجودة علي برامج المراحل الدراسية المختلفة، او علي برامج الشركات السياحية مع ان بعضها يمكن ان يطيل امد الاقامة بالنسبة لزوار مصر، والاهم انه يضيف خبرة علمية وثقافية لمختلف الاجيال، والمتاحف في الدول المتقدمة ليست فتارين للعرض فقط، ولكن مراكز للبحث العلمي ولنشر الثقافة، ولو اطلعنا علي البرامج الثقافية لمتاحف كبري مثل المتروبوليتان »‬نيويورك» أو »‬اللوفر» في فرنسا سنذهل من حجم النشاط الذي يتضمن معارض متوازية وبرنامجا للحاضرات وعروضا موسيقية واخري مسرحية وتعريفاً مستمراً بثقافات العالم، متحف التاريخ الطبيعي في نيويورك يهم الطفل الذي يبلغ الثالثة حتي الشيخ العجوز والعالم المتخصص. المتاحف في مصر مبان مصمتة، فتارين عرض فقط، لا برامج ثقافية ولا وسائل جذب، وفي مرحلة معينة كانت جزءا مما يطلق عليه رجال الاقتصاد »‬الفساد المنتج» فلم يكن التوسع فيها إلا من أجل اعمال المقاولات التي تتعدد فيها العمولات، وفي حدود ما قرأت لا اعرف كتابا واحدا يعرف بمتاحف مصر فيما عدا كتابا واحدا للدكتور عبدالرحمن زكي المؤرخ العسكري الذي نعيد اصدار كتبه القيمة عن الجيش في سلسلة الجيش المصري التي تصدر عن الهيئة المصرية للكتاب، سأعود إلي دور المتاحف وكيف يجب ان تكون ولكنني اكتفي بذكر المتاحف الموجودة بالفعل في مصر، المتحف المصري، متحف الاثار اليونانية والرومانية، المتحف القبطي، المتحف الاسلامي، متحف جاير اندرسون في بيت الكريدلية، متحف الحضارة المصرية »‬كان مقره في ارض الاوبرا بالجزيرة وتم تفكيك القبة السماوية الوحيدة في مصر حتي انشاء مكتبة الاسكندرية ولا يعرف مصير محتوياته».، المتحف الحربي، متحف بيت الامة »‬سعد زغلول الطريف انه يتبع المحافظة»، المتحف الزراعي بالدقي، متحف التعليم، المتحف الجيولوجي، متحف السكك الحديدية، المتحف الصحي »‬الآن في عابدين»، متحف الفن الحديث، متحف البريد، متحف الشمع بحلوان »‬مغلق»، معهد الاحياء المائية بالاسكندرية، متحف الجمعية الجغرافية، متحف الجمعية الزراعية، متحف الحشرات، المجمع المصري العلمي الذي احترق في احداث يناير، المعهد العلمي الفرنسي للآثار، المتحف الموسيقي بمعهد الموسيقي، متحف الخزف، متحف محمد محمود خليل، وفي حدود ما اعلم هو المتحف الخاص الوحيد الذي اعرفه وقد ضم إلي الدولة وبعد ضمه سرقت منه لوحة فان جوخ الشهيرة »‬زهرة الخشخاش» وقيل انها عادت، وبدون ان اكون خبيرا غير انني رأيت لوحات فان جوخ في متاحف العالم أكاد أجزم ان اللوحة العائدة مزيفة، يثير هذا موضوع المخاطر التي تتهدد مقتنيات المتاحف والعبث بها، وعرض القطع غير المكررة في معارض خارجية تمتد إلي سنوات طويلة وهذا ما يجري لاثار مصر النادرة، اصول المتحف المصري تسافر في معارض مشبوهة منذ سنوات وقد اثرت هذا الموضوع مرارا، هذه الثروة من المتاحف النادرة لا يربط بينها رابط ولا تحكمها رؤية، اقتراحي  محدد أوجهه إلي المهندس ابراهيم محلب، ان يصدر قرارا بانشاء هيئة قومية للمتاحف تتبعها جميع متاحف مصر بما فيها متاحف الاثار في القاهرة والاقصر وملوي واسوان، علي ان تتبع هذه المتاحف وزارة الثقافة، وأسباب اقتراحي عديدة لها تفصيل.