إلي متي نظل هكذا؟! إلي متي تظل روح الانانية وحب الذات محركا اساسيا لكل خطواتنا ونحن ننشد مستقبلا افضل. مستقبل يقوده أحد ابناء مصر المخلصين الذين تتجدد الدعوة لهم للمشاركة الفعالة والهادفة في صنع هذا المستقبل. فمنذ توقيع الرئيس عبدالفتاح السيسي علي الاتفاقية الاطارية لسد النهضة الاثيوبي انطلقت حمي الافتاء والعلم ببواطن الامور ومحاولات التشكيك وزعزعة الثقة وللأسف من علماء اجلاء كنا نظن انهم لا ينظرون إلا لمصلحة بلادهم وليس لمصالح خاصة وضيقة وعلي طريقة »أبو العريف»‬ الذي يعرف ما لا يعرفه الآخرون ورأيه اصوب من كل الآراء التي تقال. يحدث ذلك علي الرغم من ان معظم هؤلاء العلماء والخبراء لم يقرأوا سطور هذه الاتفاقية والتي تشكل مجموعة من المبادئ التي تنص علي التزام الدول الموقعة وهي مصر والسودان وإثيوبيا بالقانون الدولي، كما تنص علي أن السد الاثيوبي سوف يستخدم لتوليد الكهرباء فقط كما تنص علي عدم الحاق أي ضرر بأي دولة من الدول الموقعة مع حق التعويض وتدارك هذا الضرر وان تكون نظم امتلاء السد بالمياه عن طريق هذه الدول مجتمعة مع وضع جدول تشغيل السد ومراعاة الاستخدامات الحالية للمياه في كل دولة ومدي وجود مصادر أخري للمياه وتكوين آلية أو هيئة لتبادل المعلومات بشفافية ووضع اسلوب لفض المنازعات. تناسي هؤلاء  العلماء ان الاتفاقية هي في اطار السد فقط وليست منظمة لاستخدام مياه النيل من منابعه وحتي مصبه وانها لم تغفل أي حقوق تاريخية وقانونية سابقة حصلت عليها مصر. وتناسي هؤلاء ان الرئيس لم يوقع علي هذا الاطار الا بعد دراسات متعمقة قام بها خبراء وعلماء وسياسيون ودبلوماسيون يملكون الخبرة والحنكة والمهارة القانونية. مصر تملك القوة وتملك القدرة وتعرف كيف تختار طريقها وتحافظ علي مصالحها بعيدا عن مهاترات ومزايدات »‬المفتجية» الجدد.