اختيارات أي انسان وانحيازاته تضعه إلي جانب من يناصر، والصديق القديم حمدين صباحي يصر علي تبني مواقف تثير الدهشة والاستهجان، لأنه ببساطة يتنصل ممن يتصورون - بحسن نية لا مبرر له - أن الاستاذ مازال نصير الغلابة! الرجل يستنكر احكاما قضائية بالاعدام علي من يستحقها، بعد أن استقر وجدان المحكمة علي الإدانة، ولا يصبح الحكم نهائيا إلا بعد نقضه، فضلا عن الرجوع لفضيلة المفتي، فما هي الضمانات التي تطمئن حمدين، وتبعد شبح اهتزاز صورة العدالة من أمام عينيه؟ هو يري ان اعدام الخونة ، والقتلة ليس حلا،  فماذا عسانا أن ننتظر من القضاء في مواجهة من يستبيحون دماءالابرياء، وانتهاك حرمة حياة المواطن والجندي، وماذا عن القتل العشوائي، والقتل علي الهوية؟ ما هي الآلية التي يقدرالاستاذ انها الحل، والاكثر فعالية لإقامة العدل؟ لماذا لم يستنكر حمدين - نصير الغلابة - التجاهل الذي حظي به السائق الشهيد في جريمة قتل القضاة الثلاثة، وكأن ثمة تمييزا طبقياً في التعامل مع ضحايا الإرهاب؟ لماذا لم يرفض الرجل الذي كان منحازا للعمل السياسي السلمي أبشع وأخس الممارسات الارهابية التي تحيل حياة الملايين - كل يوم - إلي جحيم ، ويؤرقه فقط ما يجول بخياله الواسع عن استخدام القضاء كأداة ضد خصوم النظام. بينما هم خصوم الشعب مثلوا امام منصة العدالة فنالوا الجزاء الذي يستحقونه؟ أستاذ حمدين، نصير من انت: الارهاب الوديع أم دولة القانون التي تثأر للغلابة غير القادرين علي مجاراة من يرتكبون جرائم ضد الانسانية؟!