أصاب الرئيس السيسي عندما اجتمع مع قيادات حزب الوفد المختلفين، والمتناحرين، والذين أثرت خلافاتهم علي أداء هذا الحزب العريق، حاول الرئيس في هذا الاجتماع أن يصلح ما أفسده الصراع علي رئاسة الحزب، وبغض النظر عن الأسماء المتناحرة، وعن أسباب الخلاف، وعن المخطئ والمصيب. فإن الخطوة التي قام بها رئيس مصر لم يكن يستطيع أن يقوم بها لو استمع للأصوات المنافقة التي حاولت أكثر من مرة دفعه لتأسيس حزب، ليرأسه مثلما فعل الرؤساء من قبله.. لأنه كان وقتها سيصبح رئيس حزب منافس وليس رئيسا. وكان الرئيس علي حق عندما رفض ذلك وفضل أن يكون ظهيره السياسي الشعب كله وليس حزبا يرأسه. »‬المنظرون» و»‬المتحزلقون» كانوا يبررون موقفهم »‬النفاقي» أن البرلمان يجب أن تكون به أغلبية قادرة علي أن تحشد الأصوات تحت القبة للموافقة علي أي حكومة يشكلها الرئيس. ونسي هؤلاء أو تناسوا ان مبارك كانت له أغلبية في البرلمان ولم تكن له أغلبية في الشارع فخلعه الشعب. كانت آفة كل رؤساء مصر الرجال الموجودين حول الرئيس، والمتسلقين الذين يطرحون أفكارا منمقة ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب، وتجارب الاتحاد الاشتراكي في عهد عبدالناصر والحزب الوطني أيام السادات ومبارك خير شاهد علي عدم صلاحية تولي الرئيس رئاسة حزب. وطبعا لم أتطرق لسنة السجين محمد مرسي لأنها كانت فترة احتلال لمصر ستظل أبد الدهر في مذبلة التاريخ فرائحة الدم تفوح من كل من حكموا في هذه السنة السوداء. لا توجد حياة حزبية حقيقية في مصر، فالأحزاب القديمة شاخت، وتشوهت هويتها، والأحزاب الجديدة ليس لها أي شعبية في الشارع، ومن كثرة الأحزاب التي تجاوزت الآن الستين حزبا لايعرفها أحد، وبرامجها لا تختلف كثيرا عن أفلام السبكي. رئيسنا له رؤية يسير بها، حفظه الله من المنافقين والمتسلقين وأصحاب المصالح، ورجال كل العصور. آخر كلمة اختيار أحمد الزند رئيس نادي القضاة وزيرا للعدل، اختيار موفق وجاء في محله، فالرجل لا يخاف، ومواقفه الشجاعة أيام الاحتلال الإخواني لمصر خير دليل علي صلاحيته لهذا المنصب الذي تركه الوزير عدو الزبالين. وظني أن يبدأ الزند بسن تشريع لتكوين شرطة قضائية تكون مهمتها حماية المحاكم والقضاة وتأمينهم، وبخاصة أننا في وقت تلفظ فيها الجماعة الإرهابية أنفاسها الأخيرة، وتبدو كالحيوان المفترس الجريح، ولنتذكر جميعاً الحادث الإرهابي الذي راح ضحيته ٣ من قضاة مصر الشرفاء، وقبلهم محاولة اغتيال قاضي المحكمة التي أصدرت الحكم في أحداث مكتب الإرشاد، وقبلهم الاعتداء علي منزل المستشار خالد المحجوب الذي كشف عن قضية التخابر المتورط فيها مرسي و١٢٢ من قيادات الجماعة الإرهابية.