اصابتني صدمة وسيطر عليّ الحزن والألم وأنا أقرأ حوار محب الرافعي وزيرالتربية والتعليم للزميلة رشا الطهطاوي في جريدة المصري اليوم والتي قال فيها إن 900 ألف طالب ابتدائي رسبوا في »‬القراءة والكتابة». وتعجبت لقول الوزير " أنا الوزير الوحيد الذي كان عندي شجاعة الاعتراف بعدم قدرة حوالي مليون طالب علي القراءة والكتابة بعد اختبارهم، وكل الحكومات السابقة والوزراء كانوا إما يقولون كله تمام، أو يقولون نعمل إيه " وسرد الوزير تفاصيل المأساة بأن نسبة القدرة علي القراءة والكتابة في الصف الثالث الابتدائي وصلت إلي 66.62 % والصف الرابع الابتدائي 69.4%، أي أن نسبة الراسبين وصلت إلي 33.8%، وهو رقم كبير يعادل حوالي 900 ألف طالب يعتبرون راسبين في امتحان القراءة والكتابة. إن ما قاله وزير التعليم كارثة بكل المقاييس تشعر بها الأسر وأنا واحد منهم تحتاج إلي محاكمة كل وزراء التعليم السابقين بل ورؤساء الحكومات الذين ائتمنهم الشعب علي أبنائهم سنوات لنفاجأ الآن أن وزير التعليم يبشرنا بأن أبناءنا أميون.. أي كارثة هذه التي حكاها وزير التعليم وكأنه يتحدث عن شيء عادي في الوقت الذي تريد فيه الدولة أن تتقدم بعد ثورتين تخلص فيهما الشعب المصري من رئيسين.. أين ذهبت ميزانيات الدولة التي خصصتها للتعليم ؟ هل ذهبت إلي جيوب الفاسدين ولم توجه إلي العملية التعليمية بدليل المليون أمي الذين تحدث عنهم وزير التعليم ؟ وزير التعليم قال خلال الحوار إنه قام خلال شهرين منذ توليه المسئولية بعمل برنامج علاجي وتعهد أنه خلال شهر ديسمبر علي الأكثر لن نسمع عن طالب يجهل القراءة والكتابة، وتحدي قائلا " حاسبوني بعد 8 شهور وأنا واثق من النجاح " وإذا نجحت فقط في إعادة الانضباط للمدارس والقضاء علي مشاكل القراءة والكتابة فسأعتبر نفسي نجحت في أهم ملفين في الوزارة، وهو ما فشل فيه كل الوزراء السابقين الذين لم يعترفوا حتي بالمشكلة. إن ما قاله وزير التعليم يحتاج أن تتحرك الدولة وأن يتدخل الرئيس السيسي لضبط إيقاع وزارة التعليم لأنه بدون تعليم لن تتقدم الدولة ولن تتحقق مشروعات التنمية التي يحلم بها الرئيس ونحلم بها جميعا لمصر ما بعد ثورتين.. يا سادة المناهج التعليمية تحتاج إلي ثورة حقيقية.. والقوانين التي تحكم التعليم معيبة.. ومصاريف الجباية التي تحصلها وزارة التعليم من المدارس الخاصة يدفعها المواطنون صاغرين.. والكتاب المدرسي يحتاج إلي نسف شامل.. والمدرسون يحتاجون إلي نظرة من الدولة مقابلها يقظة ضمير منهم وقانون إن من يتجه للدروس الخصوصية يتم بتره.. الفوضي التي تحكم المدارس يجب أن تنتهي.. الدول التي سبقتنا وضعت ميزانية التعليم في المقدمة قبل ميزانية الصحة من أجل تخريج مواطن يسهم في تقدم بلاده ورفعتها..