لا  أعرف سببا للهجوم غير المبرر الذي صاحب تولي القاضي الجليل أحمد الزند حقيبة وزارة العدل، تابعت أغلب ما كتب وما قيل، وجميعها استندت لأسباب وهمية وليس بها منطق للنقاش، فقد استند أغلبها في حقيقة الأمر شخصي وموجة من فئة تعلم أن وجود الرجل في المنصب سيطيح بهم خارج السلك القضائي بعد أن كشفوا عن حقيقة انتماءاتهم السياسية، فضلاً عن فتحه الملفات المسكوت عنها منذ أربع سنوات وآن الأوان لفتحها. تفهمت سر هجوم هؤلاء علي تعيين الزند وزيرا للعدل، ولكن الذي لم استوعبه هو الهجوم الذي شن من مجموعة أخري غير محسوبة علي جماعة الإخوان الإرهابية، وأغلبهم ليبراليون ويساريون وبعض من المنتمين للحركات الثورية التي ظهرت علي السطح بعد ٢٥ يناير، هؤلاء جميعا صفقوا من قبل للزند وهللوا لمواقفه، فهو الذي تصدي من البداية لتعديلات مرسي الدستورية فأسهم في إسقاطها وكشف مخطط مرسي لأخونة القضاء وتعيين نائب عام ملاكي يصدر القرارات بعد كتابتها في مكتب المرشد، ورفض ومعه قضاة مصر الإشراف علي استفتاء الدستور فكشف أطماعهم وفسادهم، كان المهاجمون الآن للزند هم من كانوا يمدحون شخصه للمواقف التي اتخذها أثناء احتلال الإخوان للحكم في مصر، وهو ما نتج عنه أن تعرض لمحاولتي اغتيال، نجا منهما بفضل الله ورعايته. السؤال الذي فرض نفسه، ما الذي جمع بين الإخوان وهؤلاء حتي يتحدوا في الهجوم علي وزير العدل الجديد حتي قبل أن يبدأ عمله، فأنا أتفهم أن تنتقد أفعال أو قرارات للرجل ولكن الذي لا أتفهمه هو الهجوم غير المنطقي ضده قبل أن يعمل أو حتي يأخذ قرارا واحدا. الأغرب أنه لم يتصد أحد لتفسير الأسباب التي أدت لاختيار الزند وزيرا للعدل، وهو الأمر المهم والأساسي، فاختيار الدولة له في هذا الوقت يعكس رغبة من بيده القرار، فالدولة لا تهادن الإخوان ولا تسعي لعقد صفقات معهم، وإنما هناك رفض شعبي كاسح لوجودهم وهو أمر غير قابل للنقاش من الفئة الغالبة في المجتمع الألماني، وهذا هو السر الحقيقي لاختيار الزند وزيرا للعدل، فالرجل يعرف بحكم منصبه كرئيس نادي القضاة جميع قضاة مصر ووكلاء نيابتها وكل من يعمل في المجال القضائي من الكبير للصغير، والرجل لا يحتاج إلي ملفات لأحد حتي يحكم عليه، ومن ثم سوف يتولي بنفسه تعديل مسار القضاء بعد فترة انحرف فيه العمل القضائي عن مسار العدالة واتجه قليلا نحو السياسة. أتصور أن الزند سوف يفعل ذلك وأكثر، فقط اعطوه فرصة للعمل وستجدون في كلامي قريبا صدق ما ذكرت، رحبوا بالرجل ودعوه يعمل في صمت فالقادم أحلي.