قبل أكثر من 20 عاماً شهدت محطة أتوبيس العتبة حادثاً بشعاً، عُرف إعلامياً بحادث اغتصاب فتاة العتبة، الذي كان في نهار رمضان، وأمام المئات تم اعتداء جماعي علي فتاة بصحبة والدتها، وأسدل الستار بالحكم بعقوبة السجن علي الجاني الرئيسي. وصدر قانون التحرش، وتحرك المجتمع المدني إلي جانب الهيئات الشرطية والقضائية المعنية، وصدرت أحكام نهائية علي متحرشين، ثم نستيقظ علي كارثة! مُعلمة تتعرض لمحاولة اغتصاب جماعي لأنها رفضت قيام التلاميذ بالغش! المذهل أن هؤلاء التلاميذ لم تتجاوز أعمارهم 15 سنة، والأكثر إثارة ان المادة التي حاولوا الغش في امتحانها هي التربية الدينية!! ألستم معي في أن ما حدث يمثل النسخة الأبشع، مما شهدناه منذ نحو عقدين، وكنا نتصور اننا لن نري ما هو أسوأ؟! البشاعة لم تنجم عن الفعل وحده، ولكن ما تلاه أيضاً. ضابط يزور المدرسة في اليوم التالي، بصحبة مدير الإدارة التعليمية، الأول يوجه صفعة علي وجه تلميذ، ربما شارك في الجريمة، ليدخل الثاني (المدير) إلي اللجنة فيطيب خاطر التلميذ، وبحنان مريب يطلب منه حل الامتحان، ثم يكون آخر القصيدة كفرا، فالمدير لافض فوه يطبطب علي أحد الجناة قائلاً: يا حبيبي ما تعملش كده تاني .. عيب! تتعاظم دهشتي ويأخذني الذهول، ولا أعرف أي فلسفة تربوية تحكم أداء هذا المدير؟ وهل ما حدث من جانب الضابط كان مجرد لعبة لتوزيع الأدوار، ولتذهب كل القيم إلي الجحيم، ولا عزاء لمفهوم الثواب والعقاب بالقانون وحده؟!