يبدو أن الدولة تعتبر الشحاتة أحد المشروعات الصغيرة التي تلهي الكثيرين عن مسئولية الدولة.. ومؤكد أنها من المشروعات الناجحة لأنها تستقطب كل يوم مزيدا من العاملين بها.. والدولة تركته متاحا لكل من يجد في نفسه القدرة والموهبة علي مواجهة الجمهور في تجمعاته المختلفة وهو غير مكلف ولا يتطلب قرضا من الحكومة أو أوراقا.. وميزة هذا المشروع الشحاتي الصغير أنه جُعلت له كل مصر موطنا. فتجده أينما تولي وجهك أمام كل التجمعات ونواصي الشوارع والمحلات الكبري وفي مترو الأنفاق تصطدم بقمة تألقه وبهائه حتي أصبح الشحاتون أكثر من الركاب في ساعة الذروة.. ولا تسأل كيف يمرون عبر بوابات المترو بملابسهم وأدواتهم المميزة لزوم المشروع وتمارس به كل فنون التسول بلا أية معوقات وتجد تدعيما قويا من جيوب المصريين ودعاء لهم إن ربنا يكرمهم ؟!! وأتساءل لماذا لا نفتح الباب للمشروعات الصغيرة ونسهل لهم بلا ضابط ولا رابط مثلما نفعل مع مشروعات الشحاتة.. ولماذا الشحاته تجد رواجا وإقبالا وترحيبا يتمثل في عدم الممانعة لهم في أي مكان وللأمانة لا نعرف بالضبط أي جهاز بالدولة يرعي ذلك المشروع السهل العبقري ويتركه ينمو ويتكاثر كالخلايا السرطانية في جسد المجتمع.. أهو مسئولية وزارة التضامن أم الداخلية أم الجمعيات الخيرية التي لها قصب السبق في تنامي أعداد هؤلاء بسياستها معهم التي لا تختلف عن عملهم كثيرا. وإذا كانت الأمور هكذا والدولة رفعت بيروقراطيتها عنهم والكل يشجعهم لماذا لا نجعله مشروعا قوميا.. لكن ستقابلنا مشكلة من المسئول عن هذا المشروع القومي خاصة أننا لا نعرف من يرعي هؤلاء علي كثرتهم الفادحة والفاضحة ولا نعرف من المسئول عن تنامي أعدادهم وتزايدها ولا أحد يهتم ولا ينزعج من تواجدهم وابتزاز الناس بمفرداته الدينية وتكسب بالعبيط يفتح الباب أمام سيل من الشحاتين.