الحياة هي ما نتذكره من وجوه، ووقائع، وأحداث، فالنسيان هو الموت.. هذا ما قاله الروائي الكولومبي ماركيز.. وهو صحيح تماما، فأن نصحو لنجد أنفسنا لا نعرف من نحن ؟ ولا من حولنا ؟ لا نعرف تاريخنا ؟ وكل ما في عقلنا صفحة بيضاء تماما... أظنه الموت، أو(ألزهايمر) المرض الذي أصاب الفنان عمر الشريف قبل سنوات، وتزايدت حدته، وتدهورت حالته إلي درجة كبيرة، وهو ما اضطر ابنه ومدير أعماله إلي الإعلان هذا الأسبوع عن إصابة عمر الشريف بالألزهايمر، ونقله للعلاج في لندن. أمر مؤسف للغاية، ونهاية مؤلمة وقاسية.. أن يضطر إنسان للموت، وهو لا يزال حيا، يسير بين الناس دون أن يعرف من هو، ومن هم.. أخبروه أنه ممثل كبير، لكنه لا يتذكر أفلامه، لا أسماء الأفلام، ولا أبطالها، ولا كل ما يتحدثون عنه، فقد السيطرة تماما.. فالمراحل المتأخرة للمرض، لا تتوقف عند فقدان الذاكرة، ولكن أيضا فقدان القدرة علي التفكير، والتحكم في السلوك.. النسيان هنا لا يعني أن ننسي أين وضعنا المفاتيح، أو أين تركنا النظارة، أو ما هي أرقام التليفونات.. ولكن هو فقدان المعاني، لماذا نستخدم المفاتيح ؟ وماذا نفعل بالتليفون؟ هو فقدان العقل والتفكير، أو(خرف الشيخوخة) كما يسميه البعض... خطورة المرض الكبري، هو عدم الشفاء، فلم يكتشف الأطباء حتي الآن علاجا للمرض، لم يعرفوا حتي الأسباب التي تدمر خلايا المخ، وتحيل الإنسان إلي ميت بالفعل، كما حدث مع الرئيس الأمريكي رونالد ريجان. كان أمل دنقل يردد دائما (حين تريني عاجزا تمني لي الموت، فهو رحمتي الأخيرة).. رحم الله الجميع.