العديد من الاشارات المهمة تحملها في طياتها رسالة الدكتور عبدالمنعم حنفي، الرئيس الأسبق لحي المرج والأستاذ المتفرغ بجامعة بورسعيد حاليا، التي بعث بها إلي »‬بدون تردد»، حول قضية مشابهة لقضية »‬الميريلاند ومذبحة الأشجار»، تستوجب وضعها موضع الاعتبار والنظر فيها بما تستحقه من جدية. أول هذه الاشارات، هي ما تؤكده الرسالة من حقيقة وصحة ما يردده الجميع وما يتناقلونه، عن الكم الهائل من الفساد المنتشر في المحليات، وكيف انه اصبح واقعا كريها يزكم الأنوف، ولكنه للأسف مسيطر وقائم رغم ذلك،...، وذلك الفساد للأسف ليس وليد اليوم أو الأمس القريب، بل هو كم متراكم عبر السنوات، نتيجة وجود بعض الذمم الخربة القابلة والمستعدة دائما للشراء، في ظل غيبة الضمير وغياب المحاسبة والجزاء الرادع. وثاني هذه الاشارات، هي أن أصحاب الذمم الخربة يسعون دائما لتحقيق مآربهم الخاصة، ومصالحهم الذاتية بجميع السبل وكل الطرق، وأنهم يستعينون بالفاسدين وضعاف النفوس، لتحقيق أهدافهم والوصول إلي مآربهم، التي دائما ما تكون متعارضة مع المصلحة العامة ومخالفة للقانون. أما الإشارة الثالثة فهي ما تحمله الرسالة في طياتها وسياقها العام، من تركيز وتوضيح لأهمية وضرورة التأكد من نظافة وطهارة المسئولين الكبار في المحليات، ابتداء من رئيس الحي، وانتهاء بالمحافظ، ليس هذا فقط، بل والتأكد في ذات الوقت من كفاءتهم وقدرتهم علي إنفاذ القانون، واصرارهم علي التمسك بذلك، والقدرة ايضا علي اتخاذ القرارات السليمة والصائبة، اللازم اتخاذها لحماية المصلحة العامة ومقاومة وضرب الانحراف، ومنع الفساد. ليس هذا فقط، بل إن الرسالة تؤكد علي أهمية وضرورة المتابعة المستمرة واليقظة لألاعيب وحيل الفساد والمفسدين، حتي يمكن مواجهة ووقف محاولاتهم المستمرة لتحقيق أغراضهم  الدنيئة والقضاء عليهم بقوة القانون وسيف العدالة.