المرارة والاسف وربما الإحباط ايضاً هو الوصف الأقرب الي الدقة، لما يمكن ان يشعر به المتابع والمهتم بالشأن العام، تجاه التطورات الأخيرة وما وصلت اليه الامور في الأزمة الراهنة التي طرأت علي حزب الوفد، والتصاعد الحاد في الخلافات الداخلية، التي طفحت علي السطح خلال الاسابيع القليلة الماضية،..، وإذدادت حدة واشتعالاً، وصولاً الي القرار الخاص بفصل سبعة من قيادات  »‬تيار الإصلاح» كما يطلقون علي انفسهم، من عضوية الحزب وجميع تشكيلاته. ومبعث المرارة والأسف يعود في حقيقته، الي ماهو راسخ في وجدان الجماهير المصرية بصفة عامة، والمهتمين بالشأن العام بصفة خاصة، بأن للوفد دوراً وطنياً تاريخياً يجعل له منزلة وقدراً في النفوس، تدفع الكل لمتابعة ما يجري فيه، والاهتمام بشأنه  والتطلع لاستمراره في أداء هذا الدور دون تفتت او انقسام. وأي متابع للحالة الحزبية العامة في مصر، يلمس بالقطع مرارة الواقع المتمثل في الغيبة الواضحة لكثير من الأحزاب عن التفاعل الحي مع الجماهير، وغياب التواجد النشط علي الساحة السياسية الشعبية. ويدرك في ذات الوقت ان الامل كان ولا يزال معقوداً علي حزب الوفد، وبعض الاحزاب الجادة الأخري مثل التجمع والناصري، لقيادة المسار الحزبي في الشارع السياسي، بحيث تكون مثالاً تحتذي به الاحزاب الجديدة والوليدة المتناثرة علي الساحة، والتي تكاد لا يحس بها أحد رغم كثرتها، نظراً لعدم اكتمال هياكلها ومؤسساتها وبنيتها التنظيمية الاساسية، بالقدر اللازم لتواجد مؤثر وفعال علي الساحة الشعبية. ونحن هنا لسنا بصدد الحديث عمن يتحمل المسئولية في الوفد عن الازمة المشتعلة الان، ولكننا نشير وننبه كل الوفديين.. وخاصة الفرقاء المختلفين والمتصارعين، إلي الآثار السلبية المتوقعة لهذه الأزمة علي موقف الحزب في الانتخابات البرلمانية القادمة،..، والتي اصبحت عليالابواب. ونقول لهم جميعاً انكم بخلافاتكم وصراعكم  تهدرون قيمة اساسية من قيم الوفد،...، وهي الحفاظ علي وحدة وتماسك الحزب واعلاء المصلحة العامة فوق المصالح الخاصة،..، وذلك بالقطع سيكون له انعكاسات ضارة ومؤكدة علي الحزب وعليكم انتم ايضاً.