لا يمكن لإنسان سوي أن يشعر بالأسي لجرائم قتل المدنيين  الابرياء في اعتداءات عسكرية غير مشروعة تقوم بها كيانات تحمل صفة الدولة أو نتيجة أعمال إرهابية تقدم عليها تنظيمات خارجة علي القانون.
هذه المشاعر لا يجب أن تفرق بين تبعية الضحايا لأجناس وأعراق بعينها وإنما من الطبيعي أن تكون شاملة لكل البشر علي اختلاف انتمائهم.
هذا الامر يقودنا إلي إنطلاق التصريحات والتهديدات الامريكية مصحوبة بقرار من مجلس الأمن تنديدا واستنكارا لجريمة قتل تنظيم «داعش» الإرهابي لاحد الصحفيين الامريكيين. يحدث هذا في نفس الوقت الذي تقوم فيه اسرائيل بحرب جائرة علي الفلسطينيين مستهدفة آلاف المدنيين دون أن يصدر عن مسئولي الدولة الامريكية أو مجلس الأمن ما يعكس الرفض لهذه المذابح البشعة.
ليس من تفسير لهذا الموقف سوي غياب العدالة عن الفكر الامريكي المنحاز كلية إلي ما تقوم به اسرائيل من أعمال اجرامية إرهابية. ان ساسة واشنطن الذين يتشدقون بالدفاع عن حقوق الانسان. انهم لا يرون في عمليات القتل التي تقوم بها اسرائيل ما يتنافي ويتعارض مع مواثيق حقوق الانسان!!
هذا السقوط الامريكي يستنكر إطلاق حماس المسيطرة علي قطاع غزة  لصواريخها العبثية التي لا تحدث خسائر تذكر في الداخل الاسرائيلي بينما لا يجرؤ أي مسئول في هذه الدولة التي أصبحت مثالا حيا للسقوط الاخلاقي والانساني علي انتقاد ما ترتكبه اسرائيل المحتلة من جرائم ضد الفلسطينيين . انهم في واشنطن لا يريدون أن يفهموا أن ما يقوم به الفلسطينيون ضد هذا الاحتلال الاسرائيلي أمر مشروع ومكفول بحكم المواثيق الدولية التي تعطي الشعوب حق الكفاح والنضال بجميع الوسائل لتحرير أراضيها .
كنا ننتظر من دولة القطب الواحد الامريكية أن تسمو  وتعلو  بسلوكياتها بحق لصالح حقوق الانسان التي ثبت يقينا أنها  تعمل علي توظيف شعاراتها للتدخل في شئون الدول والاضرار بمصالحها الوطنية. إنها لا تشعر بالخجل من توظيف تنظيمات تعمل بأموال الـ سي . آي . إيه لخدمة هذه الاهداف مثل «هيومان رايتس» و «العفو الدولية». أن الاحداث والتطورات تثبت كل يوم أن الدولة الامريكية باداراتها العاملة في فلك الصهيونية العالمية أصبحت عبئا ثقيلا علي الانسانية وبالتالي علي السلام العالمي.