التضحيات الجليلة لرجالنا من القوات المسلحة والشرطة والقضاة والمواطنين هي التي تحمي مصر من أفدح الأخطار وتنقذ شعبها من أسوأ مصير، وهي تضحيات تستحق كل تقدير وإكبار وإجلال. فالمعروف ان هناك من يريد ترتيب أوضاع المنطقة العربية بشكل ملائم للمصالح الامريكية- الإسرائيلية- التركية لفترة طويلة الأمد. 

وكما يقول الكاتب الأمريكي جيفري جولد برج.. فإن الغرب بذل جهداً في القرنين الماضيين- لانجد نظيراً له في مناطق أخري من العالم- للسيطرة علي المنطقة العربية، ليس فقط بسبب موقعها الاستراتيجي بالغ الأهمية أو بسبب البترول، وانما ايضا لكونها كانت القطب الآخر الذي صنع المساهمات الأكثر أهمية في التاريخ الإنساني. وكل الأنشطة الارهابية التي تستهدف الآن تدمير سوريا والعراق وليبيا واليمن وتونس لايمكن أن تحقق النجاح النهائي طالما أن مصر صامدة في مواجهة الإرهاب العالمي ضدها وتنوب عن شعوب المنطقة -والعالم- في مقاومته واقتلاع جذوره من أراضيها،.. ذلك ان استئصال الارهاب من الأرض المصرية سيؤدي إلي انقلاب السحر علي الساحر وانحسار الموجة الارهابية في العالم العربي وانكسارها وفشل خطة إعادة المنطقة إلي حظيرة التبعية للقوي الاجنبية. وهكذا، فإن مصر تصنع تاريخ المنطقة من هنا أهمية مراجعة خططنا الأمنية لاكتشاف أي ثغرات وجوانب قصور، وتخصيص الاعتمادات المالية اللازمة لتحديث كل معدات الشرطة ورفع مستوي التدريب والأداء، وتطويرأجهزة التحريات وجمع المعلومات وتجفيف منابع الإرهاب، وتوثيق العلاقة بين أجهزة الأمن ومجموع المواطنين لكي يكون هؤلاء المواطنون جميعا عيونا حارسة للأمن وحماية الوطن.
وننتظر الآن تحقيق العدالة الناجزة التي تكفل توقيع العقاب السريع علي كل من يمارس التخريب والارهاب والتحريض علي العنف.
والمطلوب هو التعبئة القومية الشاملة في المعركة ضد الإرهاب، لأنها ليست معركة وزارة الداخلية وحدها، بل معركة  كل الوزارات والمؤسسات وأجهزة الدولة في كل المحافظات، بحيث تكون الأولوية القصوي لهذه المعركة نظرا لأن المضي قدما علي طريق التنمية والنهوض الاقتصادي وتحقيق العدالة الاجتماعية وزيادة الانتاج يتطلب فرض الأمن والاستقرار.
إننا في حاجة إلي نشرة أخباريومية عن سيناء في كل المجالات الأمنية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
كما أن وضع المصالح الوطنية العليا في فوق كل اعتبار يقتضي تشكيل جبهة وطنية متحدة من الأحزاب الوطنية المناهضة للمتاجرين بالدين والمعادية للإرهاب للدفاع عن الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة ومكتسبات ثورتي ٢٥ يناير و٣٠ يونيو في مواجهة قوي سياسية معينة تشكل الآن من نفسهاالاحتياطي الحزبي لجماعة الاخوان لتبرير جرائمها وتوحد شراذمها لشق الصف الوطني. ولاحاجة للتذكير بالاهمية الكبري للمواجهة الفكرية من خلال ثورة في مناهج التعليم كلها وفي الثقافة والإعلام والخطاب الديني.
كلمة السر : تحديد الأولويات