في مسرحية (سيد الوقت) المعروضة حاليا علي مسرح الغد تأليف محمدة فريد أبو سعدة، وأخراج ناصر عبدالمنعم... يقدم العرض رؤية عصرية (تشتبك مع الواقع حولنا) لمقتل الفيلسوف الصوفي شهاب الدين السهرواردي، الملقب (بالشيخ القتيل) أو(سيد الوقت) وتلك درجة في الصوفية...حين أصدر صلاح الدين الأيوبي قرارا بقتل السهراوردي، بعد أن تكالب عليه فقهاء حلب في ذلك الوقت, بالقياس الخاطئ، أو قياس الإحراج، واتهامه بمعاندة الشريعة وإفساد العقائد (.. يسأله أحدهم: هل يستطيع الله خلق نبي جديد؟ فيقول السهراوردي: الله قادر علي كل شيء.. فيصرخ أحد فقهاء حلب من حراس الشريعة: إذن أنت تنكر أن محمداً رسول الله خاتم الأنبياء)!! ليصدرالحكم بقتل السهراوردي، وبيد تلميذه ومريده (الظاهر بن صلاح الدين) حاكم حلب!! مسرحية (سيد الوقت) لا تناقش قتل السهراوردي, ولكن تدين المنهج الخاطئ، والتزمت وضيق الفكر، والمحاصرة والخوف من الاجتهاد والتفكير، ومحاربته حد القتل والنفي والسجن والتشريد.. هذا ما حدث علي امتداد التاريخ.. منذ الحلاج، وعين القضاة، والسهراوردي.. إلي حرق كتب ابن رشد، ونفي نصرأبو زيد، وقتل فرج فودة، حتي الحكم الأخيرعلي الباحث إسلام بحيري بالحبس 5 سنوات بتهمة ازدراء الأديان، برغم أنه لم يفعل سوي انتقاد ابن تيمية والبخاري، ومراجعة كلام الفقهاء، وإعادة النظر لتنقية التراث الديني من كل ما لحق به من شوائب.. لم يفعل إسلام بحيري سوي القراءة والاجتهاد والنظر و(للمجتهد نصيبان) الا في بلادنا الحريصة فقط علي السمع والطاعة، وتكريس الصوت الواحد، والرؤية الواحدة!