حسنين كروم صديق عمر ورفيق درب جميل ومخلص وفي المهنة أستاذ، تقريره اليومي في جريدة القدس العربي أواظب علي قراءته منذ ثلاثة عقود.. إنه جبرتي العصر، أرسل معلقاً علي ما كتبته حول الترسانة البحرية التي أنقذها الجيش من الخصخصة. الصديق العزيز جمال الغيطاني خصصت عمودكم اليومي المتميز - عبور - للتعليق علي افتتاح الرئيس السيسي التجديدات التي قامت بها القوات المسلحة للترسانة البحرية بالإسكندرية والتي كان قد تم بناؤها في عهد الزعيم خالد الذكر جمال عبدالناصر وعرضت للبيع بعد سلسلة طويلة من الإجراءات لمنع تطويرها لتحويلها إلي ما يشبه الخرابة وليصبح تمرير البيع مقبولاً.. لولا سرعة تدخل الجيش وشراؤها لمنع وقوعها في أيادي جهات أجنبية تهدد الأمن القومي لمصر كما أعلن ذلك الرئيس بنفسه وأشرتم إلي بيع شركة المراجل البخارية أيضاً.. التي لم يتمكن الجيش من إيقافها. وإلي ان سياسة البيع بدأت في عهد الرئيس الراحل أنور السادات.. ولدرجة أنك تخيلت في قصة عنوانها ما جري لأرض الوادي - بيع الأرض والجسور والطرق والنهر وأيضاً البشر.. والواقع انه لم يكن خيالاً.. وانما وقائع حدثت منذ بداية سياسة الرئيس السادات في الانفتاح.. وهي كراهيته للقطاع العام ووجود الدولة في الاقتصاد. وأذكرك بوقائع محددة في عهده بدأت ببيع شركة النسر لبطاريات السيارات لشركة أجنبية.. كل ما فعلته أنها وضعت اسم كلورايد عليها وضاعفت السعر.. منح شركة مجهولة اسمها جنوب الباسيفيك موافقة علي إنشاء مشروع سياحي في هضبة الأهرام كان سيؤدي إلي تدمير المنطقة الأثرية كلها لولا المقاومة التي قادتها الدكتورة نعمات أحمد فؤاد وغيرها وأوقفت المشروع.. منح موافقة لمستشار النمسا وقتها برونو كرايسكي لدفن النفايات النووية في الصحراء الغربية ولم يعلم المصريون بالكارثة الا بعد أن أثارتها الصحف النمساوية وأجبر الرأي العام هناك كرايسكي علي التخلي عن الاتفاق حماية لأرواح المصريين.. أعلن عن رهن قناة السويس مقابل قرض تحتاجه مصر قدره خمسمائة مليون دولار.. وفي عهد مبارك واصل سياسة تخسير القطاع العام لبيعه بالكامل.. لدرجة عرض كل شركات البترول ومعامل التكرير المملوكة للدولة للبيع بواسطة ابنه جمال ومجموعته.. وكل صوامع الحبوب والشركات التابعة لشركة قناة السويس.. وتأجير القناة نفسها وردم جزء من النهر بطول المنطقة من بولاق أبوالعلا وحتي سور مجري العيون لإقامة كورنيش بعد شكوي أصحاب فندق علي النيل من زحمة المرور أمامه وحتي المشروع الوحيد الذي اعتبره مشروعه القومي وهو توشكي وزع أراضيه المفترض استصلاحها وزراعتها ومساحتها حوالي أربعمائة وخمسين ألف فدان علي رجال أعمال عرب ومصريين.. بعضهم حصل علي مائة ألف وآخر علي ثمانين ألفا وثالث علي أربعين ألفا.. وهكذا وبقي للمصريين حوالي أربعين ألفا بحجة توزيعها علي الشباب وما أذكره لك لا أسرار فيه وانما منشور علناً في الصحف فما توقعته لم يكن خيالاً وانما أحداث حقيقية.. أطالبك بتبني دعوة للرئيس السيسي أن يأمر بالكشف عن كواليسها وغيرها.. مادام قد أشار إلي وقف الجيش عملية بيع الترسانة البحرية. أخوكم حسنين كروم