لم يكن أداء المسلمين الكويتيين - سنة وشيعة - صلاة الجمعة في جامع الدولة الكبير بحضور امير البلاد رمزا للوحدة الوطنية فقط، وانما يحمل في طياته وحدة العرب بعد اسبوع واحد من العملية الارهابية التي شهدها مسجد الإمام الصادق وخلفت 27 قتيلاً وأكثر من 200 جريح. فرغم ان الشيعة يشكلون 30% من مسلمي الكويت الا ان احدا لم يشعر يوما بأي تفرقة او تضييق في ممارسة الشعائر الدينية، وفقا لشهادة اصدقاء مصريين يقيمون بالكويت. أثبت الكويتيون دوما،انهم من اكثر الشعوب تلاحما، رغم الخلافات السياسية التي تعتبر افرازا طبيعيا لتطور الحريات والمشاركة الشعبية في الحكم. لكن ظلت الكويت ووحدتها فوق اي خلافات سياسية أو مذهبية وقد تجسد ذلك بشكل جلي في وقوف الكويتيين صفا واحدا، ومن خلفهم العرب المخلصون، ضد الارهاب البغيض.
لقد أعلن تنظيم داعش مسئوليته عن الجريمة،مثلما تباهي بعمليات مماثلة هنا وهناك من ارض العرب، والحقيقة التي لامراء فيها ان الفاعل الحقيقي مازال مجهولا وان كانت واجهته داعشية تكفيرية. البعض يري ان الظاهرة الداعشية برمتها صنيعة استخبارات غربية صهيونية، الأمر يستوجب تعاونا أقوي وأعمق بين اجهزة المعلومات والاستخبارات والاجهزة الأمنية العربية، لضمان أعلي مستوي من الجاهزية لاجهاض العمليات الارهابية، مع اجراء عربي جاد لتطوير الخطاب الديني بما يعالج التطرف ويحصن عقول النشء والشباب ضد أي محاولات تكفيرية محمومة. الأمر بالغ الخطورة،يستلزم عقد قمة عربية طارئة بروح جمعة الوحدة الوطنية الكويتية، لوضع استراتيجية موحدة للحفاظ علي وحدة الأوطان، قبل ان يختفي العرب من الوجود بين ليلة وضحاها.