بالتأكيد نحن في حالة حرب.. ولم يكن غريبا أن يعود الرئيس عبدالفتاح السيسي لارتداء زيه العسكري، ويتفقد القوات في شمال سيناء.. في تقديري المتواضع أن الحرب هذه المرة ربما تكون أكثر شراسة ودقة وحساسية من كل الحروب حتي التي خضناها مع الكيان الصهيوني لأن العدو هذه المرة «مننا فينا» يحمل بطاقة هوية مصرية «زيه زيك» ولكنه نبت شيطاني لم يرتو يوما بماء النيل أو حتي ماء بئر طاهرة.
الحرب هذه المرة ليست ككل مرة.. «ياما قدمنا شهداء»، ودعناهم إلي مثواهم الأخير، وعدنا لمسيرة الحياة إلي أن يأتي الأجل، هذه المرة الحرب يقودها ربما من يعيش معك في نفس المدينة، وربما في نفس العمارة، بل وربما في نفس البيت.. يكفرك، ويدخلك النار، بعد أن تحول إلي اداة في يد تجار الدين.. وغيب عقله وضميره.
الخطورة في العملية الأخيرة التي استهدفت محاولة كسر شوكة الجيش المصري، واظهاره بمظهر الضعف علي خلاف حقيقته، هي انها اقوي مثال - في تقديري- لحروب الجيل الرابع، حيث فتحت ميليشيات الارهاب الالكترونية نيرانها، وراحت تروج الاكاذيب والافتراءات عن تطور العملية العسكرية، وشارك في ذلك قناة الجزيرة وعدد من وكالات الأنباء العالمية.
للأسف انطلي الأمر علي البعض وراحوا - عن جهل - يرددون نفس الاكاذيب عن الجيش دون أن يعلموا انهم بذلك يشاركون في قتل الجنود علي الجبهة.
الأمر لا يجب أن يمر مرور الكرام، لا علي الجزيرة العميلة، ولا علي فضائياتنا فاقدة العقل والصواب.. نريد صوتا يخاطبنا بالمنطق ويخاطب العالم بلغته.
الحروب تطورت، وأصبحت المواجهة العسكرية مجرد حلقة ضمن حلقات.. افيقوا قبل أن يقضي علينا.