مرة أخري تتأكد صحة ما أعلنته مصر من أن الإرهاب لم يعد يعرف الحدود الجغرافية وإنما يمثل جزءا من مؤامرة عالمية هدفهاالإسلام والدول العربية.
لقد تابعنا جميعا الأحداث المأساوية التي راح ضحيتها العشرات في الكويت وتونس وباريس.
أحداث تؤكد ضرورة التصدي الجماعي لهذاالخطر الجديد لأن الجهود الفردية مهما بلغت دقتها فإنها تقف عاجزة أمام مخطط يدار من الخارج وله أعوان بالداخل يستطيعون التحرك بسهولة وتنفيذ العديد من المؤامرات الإرهابية.
وحسبما اتفق خبراء الأمن والإرهاب فإن القائمين بهذه العمليات الإرهابية يخضعون لعمليات مستمرة من غسيل المخ وبحيث يتحولون إلي أدوات صماء لا تعرف إلا الطاعة العمياء. وعندما يقوم شخص بتفجير نفسه بشحنات ناسفة فإن ملاحقته تصبح أمرا شديد الصعوبة.. فمن يقتل نفسه يصبح من السهل عليه القيام بأي شيء بل وتخطي كل الحدود الأمنية وهنا يصبح للمعلومات الدور الهام والأساسي في الأمن الوقائي والحد من مثل هذه الجرائم واجهاضها خلال مراحل التحضير الأولي لها.
هنا نتوقف جميعا أمام الأسلوب الجديد الذي تبعه رجال الأمن في بلادنا من خلال العمليات الاستباقية التي توجه لعصابات الإرهاب وفلولها الشاردة.
اعتقد أنه قد آن الأوان لبحث آليات جديدة للتعاون والتنسيق الأمني بين الدول العربية وبعيدا عن الاجتماعات التقليدية والصور التذكارية لوزراء الداخلية العرب خلال اجتماعاتهم.
من الضروري وجود الية وجهاز خاص للمتابعة يمتلك كل الامكانيات والصلاحيات سواء في تجميع المعلومات أو تبادلها أو حتي القيام بعمليات استباقية لاجهاض مخططات الإرهابيين الجدد الذين يتسترون وراء الدين وهو منهم براء.
مرة أخري لن يسلم أحد من الإرهاب الاعمي واعتقد اننا مطالبون بتشكيل وتكوين قوة لمواجهة الإرهاب قبل حاجتنا لقوة عسكرية وهي المطلب الذي سيظل أملا بعيد المنال لأن كل الأوراق والملفات ونتائج اللجان التي تعقد من أجل تحقيقه سرعان ما تعرف طريقها للأدراج المغلقة!!