تماما كأفلام الأبيض والأسود... والمطر والرعد، والقط الأسود والكلاب التي تنبح ليلا، والستائر التي تشد لأسفل.. إلي آخر أكليشيهات الخوف والخطر في السينما المصرية.. يصاحبني كابوس مرعب، أصعد بالسيارة طريقا عاليا بسرعة مخيفة، لابد أن ينتهي بهاوية (أو هكذا أظن) لكني أصحو من نومي... لم يبق من الكابوس القديم، ومن كليشيهات الخوف السينمائي، سوي خوفي الفعلي من الأماكن المرتفعة، بصورة أفسدت وتفسد كثيرا لحظات الحياة نفسها، كما حدث يوما في (أغادير) بالمغرب.. حين انطلقت السيارة في اتجاة جبل (توبقال) أعلي قمم جبال أطلس، والمطل مباشرة علي المحيط الأطلسي، في طريق حلزوني لا سور له... عند سفح الجبل، في مطلع الدوران، تحول جسمي إلي قطعة من الثلج، وبدا العرق يتصبب، بينما ضاع صوتي تماما، وأنا أجاهد لأهمس بأني خائفة، وهو ما دفع الأصدقاء المصاحبين لي، لإجبار السائق علي العودة بالسيارة للخلف... لكنهم ظلوا طوال اليوم، وربما لسنوات طويلة، غاضبين علي إفسادي نزهة الجبل..!
خوف الأماكن المرتفعة، أو خوف القمة (أكروفوبيا).. من الطائرات، إلي الأدوار العالية، إلي صعود الجبال، إلي برج خليفة بدبي، الذي خفت صعوده، معتذرة عن دعوة للعشاء في مطعم (اتموسفير) بالطابق 112علي ارتفاع 400 متر عن سطح الأرض.. ومنذ قرأت تجربة (سيد النجار) رئيس تحرير أخبار اليوم، في صعوده المرعب بسيارة مجنونة لجبال (الهيملايا)، وكيف مات وصحا، ومات وصحا طوال الطريق، وأنا أشاركه اللحظة الخطرة إلي اليوم.