مع حلول شهر رمضان المعظم اعاده الله علي المصريين وكل اخواننا العرب والمسلمين باليمن والبركات.. تتصدر مصر المحروسة كعادتها علي مدي تاريخها الاحتفال بقدوم هذا الشهر الفضيل. ان اي متابعة لهذه المناسبة الاسلامية العظيمة بكل ما تمثله من معان وقيم روحية وانسانية لابد ان تذكرنا علي الفور باحتفاء واستقبال المصريين لها. هذا السلوك يعكس التمسك والارتباط بالدين الاسلامي وتعاليمه. هذا الالتزام يكشف ويرد علي ادعاءات واضاليل المتاجرين والمتمسحين بهذا الدين. لقد ثبت يقينا انه لا هدف لهذه الفئات المنحرفة سوي خدمة مصالحها الدنيوية المريبة التي تدخل ضمنها مخططات تآمرية لقوي خارجية متربصة. ان مصر تنفرد دوما عن دول العالمين العربي والاسلامي بتعاظم العبق الروحي والتاريخي المتمثلين في التردد علي المساجد لاداء فرائض الصلاة والتراويح. في هذا الاطار يأتي تعبير المصريين عن سعادتهم وفرحتهم بشهر الصيام بالعبادة والاقبال علي التجمعات والزيارات العائلية والحرص علي التصدق وابداء التعاطف تجاه كل المحتاجين للمساعدة. هذه المظاهرة الدينية والاجتماعية الاحتفالية بقدوم شهر رمضان تجعل لهذا الشهر الكريم في مصر.. طعما ومذاقا فريدا خاصا محببا للقلوب والنفوس. هذا الشهر ليس وقفا علي المصريين وحدهم ولكنه ممتد لكل زوار مصر الذين يحرصون علي قضاء هذه الايام المباركة في ربوع هذا البلد المبارك الذي يحتضنهم ويرحب بهم. لايمكن ان يقتصر - وفقا لتعاليم ديننا الحنيف- استقبالنا الحافل لهذا الشهر العظيم دون ان نذكر كل من تغمرهم نفحاته بأن اداء العمل بذمة وضمير يعد جزءا اساسيا من العبادات التي تقربهم للمولي عز وجل. هنا يحق التأكيد علي اهمية ان يكون هذا الشهر وسيلتنا للمراجعة والحساب بكل الاخلاص.. حتي يباركنا الله وينير لنا طريقنا في الحياة. كل عام وانتم بخير ومصر في سلام وامان ورمضان كريم.