الظهور الواضح لدلالات مؤكدة علي تورط جبهات أجنبية وقوي خارجية، في الجريمة الإرهابية الفاشلة التي جرت وقائعها الأربعاء الماضي في «الشيخ زويد» بشمال سيناء، ومشاركتهم بالتخطيط والتنفيذ في موجات الهجوم الغادر علي نقاط التفتيش والمراقبة لقواتنا المسلحة،..، تفرض علينا الانتباه لحقيقة أن هذه الجريمة وغيرها، هي جزء من الحرب الإرهابية الخسيسة والشرسة، التي تتعرض لها مصر في أعقاب ثورة الثلاثين من يونيو وحتي الآن.
وتفرض علينا الإدراك الواعي بأن الهدف من وراء هذه الحرب، هو كسر إرادة المصريين، والإطاحة بطموحاتهم ونشر الفوضي وعدم الاستقرار في وطنهم، سعيا لاسقاط الدولة وتحطيم آمال الشعب في النهوض والانطلاق إلي آفاق المستقبل، وبناء دولته الديمقراطية الحديثة والقوية.
وفي هذا السياق أصبح واضحا تماما، ان هذه الحرب الشرسة التي تتعرض لها مصر وشعبها، من جانب جماعات الإرهاب والتكفير والضلال، تأتي في إطار مخطط مشبوه لقوي دولية واقليمية، يهدف إلي تفكيك الدولة وهدم قواعدها وأعمدتها الأساسية.
وفي مقدمة القواعد والأعمدة التي يراد هدمها تأتي القوات المسلحة وأجهزة الأمن والشرطة، بوصف الأولي هي الدرع الحامي والواقي للوطن والأمة، وبوصف الثانية هي المخولة بحماية وأمن وأمان المواطن، وهدمهما يجعل الطريق مفتوحا أمام قوي الشر والظلام والإرهاب لهدم الدولة المصرية واسقاطها في براثن الفوضي والدمار.
هذه هي الحقيقة التي يجب علينا ان نتفهمها جميعا وان ندرك أبعادها بدقة، وذلك يتطلب إدراكا يقينيا بأننا نخوض حربا شرسة لا هوادة فيها، مع عدو خسيس لا يتورع عن ارتكاب أحط الجرائم وأكثرها دناءة لبلوغ أهدافه وتحقيق غاياته، التي باتت واضحة ومؤكدة.
وفي ظل ذلك الإدراك يصبح من الضروري أن نوطن أنفسنا علي ان ما نخوضه الآن هي حرب شاملة وممتدة علي كل المستويات وكافة الأصعدة الاجتماعية والسياسية والثقافية والاقتصادية وليست العسكرية والأمنية فقط،..، وهذا يحتاج إلي كامل الاستعداد واليقظة والانتباه، مع الإيمان الكامل بالنصر وهزيمة الإرهاب بعون الله ووحدة الشعب وإرادة الأمة.
«وللحديث بقية»