أنا المتيم بإبداع الله لا أري سواه في كل ما يلمس القلب علي هذه الأرض، بداية من جملة موسيقية رصينة وصادقة مرورا بتمريرة كرة متقنة من لاعب موهوب، في أموال تنتظرها من جهة فلا تأتي ثم تداهمك بغزارة من حيث لا تتوقع، في الأصابع التي تتحرك الآن علي الكي بورد، في الجنود المجهولين الذين يملأون حياتنا، حارس علي العين يظهر وقت الخطر أو ثمة ملائكة تحمي الاطفال من اندفاعهم الفطري، البركة التي تضاعف الرزق قليلا والعقاب الفوري الذي يدفع شخصا ما إلي أن يقول لك (شوفت ربنا؟).. كلما حدث معي هذا الموقف لا أجد ردا سوي أنني (مش شايف غيره).
في الأسئلة التي لا إجابة صريحة لها.. مجرد يقين يستقر في قلبك، في شعورك أن الحياة حلم ستعرف تفسيره بعد الموت، في دهشة المرض وفي عز قسوة الألم وفي ضحكة عميقة من المستحيل أن تقدر علي شرح كيف انطلقت من داخلك ولماذا تركت بداخلك هذا الشعور المريح، في الترتيبات القدرية المذهلة التي تثبت لك أنك أسأت التخطيط وانه صحيح أن الحتف قد يكون في التدبير أحيانا، في لغز الوقت.. في اللحظة التي نفشل جميعا في الإمساك بها ولا نعرف من أين أتت وإلي أين انصرفت، في أقسي لحظات الشك وفي أصفي لحظات اليقين، في مواصفات يمتلكها كل واحد للفرحة تختلف عن الآخرين بحيث لا تتضارب الأفراح فيستأثر بها واحد بينما الباقون كلهم باصين له فيها، في ذهولك بالتقدير واللطف، في النعم وفي رضاك بحرمانك منها، في قدرتك علي أن تسمي الأشياء، معجزة أن أول ما تعلمه سيدنا آدم هو الأسماء، هذه النعمة الضخمة التي لولاها لظل العالم حتي يومنا هذا يقول علي كل شيء في الوجود (البتاع)، تلك المعجزة التي يبدو الخرس أرحم منها كثيرا علي الأقل ستكون محروما من القدرة علي الكلام وهو أمر لا يقارن بقسوة أن تمتلك القدرة علي الكلام ولا كلمات.
الإيمان بالله (مش شطارة) بل نعمة تتحول بمرور الوقت إلي اختيار تتمسك به، ويخدعك من يقول (ربنا عرفوه بالعقل) فكم حفل تاريخ الملاحدة بالعباقرة، الحقيقي أن العقل قد يحول بينك وبين المعرفة.. فطوبي للمجاذيب.