صورة توقفت أمامها طويلاً التقطت خلال زيارة القائد الأعلي لجبهات الحرب في سيناء. توقف امام مقاتل مدجج بالسلاح والستائر الواقية. كان يقف في مكان مرتفع، ينحني مسلماً علي القائد والقائد الاعلي تطلع اليه من تحت الي فوق، لم يتغير وضع المقاتل الذي بدا واثقاً، صلباً، لقطة انسانية وتنم عن روح عسكرية منضبطة. يوم الاربعاء ولظروف خاصة اضطررت إلي زيارة مجمع الجلاء الطبي، نتيجة التعرية الاعلامية السيئة التي قامت بها المواقع  ساد بلبال كبير، في المساء أذيع الفيلم التسجيلي الذي أعدته إدارة الشئون المعنوية، وكان علي أعلي مستوي فني في توضيح الاماكن والمواقع.. مع وضوح الحقيقة بدأ الموقف يتضح والثقة تسود.
جاء البيان القوي الذي أعده أحمد بهاء الدين شعبان وعبد الجليل مصطفي وكريمة الحفناوي ليعبر عن موقف جماعي قوي، ارتفع المثقفون علي خلافاتهم وعبروا انتماءاتهم، ولا أظن أن بيانا قد لمس الافئدة والعقول كهذا البيان الذي مازال التوقيع عليه مستمراً.
أي أن هذا البيان القوي بداية للتعبير عن القوي المدنية والثورية بدء ارساء واقع جديد مغاير، ولنتذكر أن اعظم حزب سياسي في حياتنا المعاصرة - الوفد - ولد نتيجة بيان كهذا - اتمني من الموقعين عقد اجتماعات تؤسس لحركة شعبية تدافع عن الدولة المهددة الآن كما لم يحدث من قبل إن الحرب ستطول، وهذه من نوع جديد تتجاوز الاطر التقليدية، للأمة المصرية تجارب عميقة في هذا الصدد عشت بعضها عن قرب، منظمة سيناء العربية التي تشكلت فرق فدائية للعمل في الصحراء. ولن ننسي قوات النخبة من الصاعقة والمظلات، وهؤلاء، لديهم خبرة عالية في حروب العصابات، والحروب التي يسهم فيها أفراد مدنيون، لدينا تجربة الحرس الوطني عام 1954، والجيش الشعبي بعد 1967، هذه صفحات من كفاح الشعب المصري وبعضها مجهول حتي الان. ان الغطاء المدني العسكري ضرورة ملحة في معركة طويلة النفس، وفي مواجهة قوات متوحشة تقدم علي ارتكاب فظائع. يوم الاربعاء ليلاً قال لي ضابط قادم من الجبهة إن الضباط والجنود يتطوعون متسابقين إلي الجبهة، اما قائد مجمع الجلاء الطبي اللواء بها زيدان فأكد لي إن خزائن الدم يوجد بها ما يفيض عن الحاجة وعندما اشار إلي بعضهم بوجود مستشفيات أخري علي مقربة، اشار أحدهم الي العلم الذي يرفرف علي الابنية، انهم يريدون التبرع لتلك.