الجرائم الإرهابية الأخيرة في «الشيخ زويد» وما ظهر فيها بوضوح من وجود ظاهر لعناصر خارجية، شاركت بالتخطيط والإعداد والتنفيذ أيضا، يؤكد بما لا يدع مجالا للشك الارتباط الوثيق بين جماعة الإفك والضلال والإرهاب التي ابتلينا بها، وبين عصابات الإرهاب الدولي وجماعات التطرف والعنف التي خرجت من عباءتها وتربت في كنفها، مهما كانت مسمياتها سواء «بيت المقدس» أو «داعش» أو «النصرة« أو «السلفية الجهادية» أو غيرها.
وحتي نستطيع وضع الأمور في نصابها الصحيح، يجب أن نسعي لقراءة دقيقة لما يجري علي أرض الواقع من حولنا، دون قصرها علي ما تشهده مصر من أحداث ووقائع، بل بامتداد المنطقة العربية كلها، حتي نكون علي بينة بالصورة الكلية والشاملة لما هو مستهدف لعالمنا العربي، الذي نحن فيه دون مبالغة أو ادعاء نقطة الارتكاز ومحور الحركة والتأثير.
والنظرة المدققة لما يجري ويدور تقول بوضوح، إن ما تتعرض له مصر الآن ليس مجرد جرائم إرهابية محلية ومحدودة، بل هي جزء من مخطط أكبر وأشمل من ذلك، له أبعاد أخري أعمق وأخطر تتصل بالمنطقة وما يراد ويدبر لها.
وفي ظل ذلك يصبح واضحا أننا نتعرض لحرب إرهابية شرسة تقوم بها جماعة الإفك والضلال وعصابات العنف والإرهاب التابعة لها، بالاتفاق مع قوي وجهات خارجية ومنظمات دولية تخطط وتمول وتشارك بالخبرة الإرهابية والدعم والتسليح، في إطار مخطط يستهدف مصر والمنطقة كلها.
ولتحقيق هذا المخطط الرامي في أبعاده وأهدافه النهائية إلي إعادة رسم خريطة المنطقة العربية والشرق أوسطية من جديد، لابد من تفكيك وإسقاط دولها الرئيسية ونقاط ارتكازها وأعمدتها الأساسية، الحافظة لوجودها والمانعة لسقوطها، حتي يتسني لهم الوصول لما يريدونه من هدم لما هو قائم في المنطقة، تمهيدا لما هو قادم.
وفي هذا السياق تدور الحرب الضروس والهجمة الشرسة ضد مصر بوصفها عمود الخيمة الرئيسي في العالم العربي، بهدف هز استقرارها ومحاولة إسقاطها وصولا لما يريدون،...، هذا هو الهدف الذي تسعي إليه قوي الشر والإرهاب الآن وهو ما تعمل علي تنفيذه جماعة الضلال والتطرف والعنف،...، وهو ما لن يتحقق بإذن الله.
«وللحديث بقية»