حاول وزير الخارجية السعودي عادل الجبير التخفيف من وقع الاتفاقات التي وقعت بين المملكة العربية السعودية وروسيا خلال زيارة ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الأخيرة لروسيا ولقائه الرئيس بوتين وكبار معاونيه، وخاصة ما يتعلق بالاتفاق حول التعاون في الاستخدام السلمي للطاقة النووية.
قال الوزير السعودي إن الاتفاق يعني أن روسيا سوف تدخل المنافسة علي تنفيذ البرنامج السعودي لإنشاء ١٦ مفاعلا نوويا للأغراض السلمية مع غيرها من الدول. وأن الأمر سوف تحسمه الشروط والأسعار والجودة وشروط الضمان!!
وإذا كان الهدف من التصريحات هو طمأنة أمريكا وحلفائها الغربيين، وعدم استعداء أطراف لا تريد لأي دولة عربية أن تمتلك أسباب القوة، أو أن تدخل ميدان القوة النووية ولو للأغراض السلمية.. إلا أن ذلك كله لا يقلل من أهمية الخطوة التي تمت، خاصة أن ذلك ترافق مع الاشارة إلي زيارة قريبة يقوم بها العاهل السعودي الملك سلمان إلي موسكو، ثم زيارة أخري للرئيس بوتين للمملكة السعودية.
في الطريق الذي وصل بالعلاقات بين البلدين إلي هذه النقطة كانت هناك عدة محطات: أولها الصدمة التي أحدثها الرئيس أوباما بذهابه إلي الاتفاق مع إيران علي الملف النووي، دون أي اعتبار لموقف دول الخليج العربي، وبلا أي مشاورات مسبقة، وبمنطق فرض الأمر الواقع حتي لو كان الثمن اطلاق يد إيران لتعبث بأمن المنطقة.
ثاني المحطات كانت محطة ٣٠ يونيو وانكشاف المؤامرة الأمريكية التي أرادت تسليم رقاب العرب للجماعات الدينية وعلي رأسها «الاخوان» والتي أعلنت منذ اللحظة الأولي عداءها لثورة شعب مصر، بينما كانت السعودية والإمارات ومعهما الكويت وبعض الدول العربية المدركة للخطر تضع كل امكانياتها إلي جانب مصر وشعبها وجيشها. وهو نفس الموقف الذي اتخذته موسكو لأسباب أخري، ولكن علي نفس الطريق.
ثالث المحطات كان في أزمة اليمن، حين كان التصور أن روسيا (بحكم علاقتها مع إيران) سوف تقف ضد «عاصفة الحزم» وتمنع التدخل العربي لإنقاذ شعب اليمن من انقلاب الحوثيين المدعومين من طهران.. لكن روسيا لم تفعل(!!) وأدركت أن الخطر علي دول الخليج حقيقي، وأن إيران تعبث باستقرار المنطقة وتريد إغراقها في مستنقع الحرب الطائفية.
أين نحن في مصر من كل ذلك؟
نحن مع أشقائنا في الخليج العربي لكي تبقي عربيا. ونحن الذين رفضنا الوصاية الأمريكية والتحالف بين أمريكا والاخوان، والتآمر مع إيران ضد العرب.. ندرك جيدا أن كل خطوة علي طريق استقلال القرار العربي هي في صالحنا. هذا ما حاربنا من أجله طويلاً ودفعنا الثمن راضين