«إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر».. الأمر مشروط، وتلازم الإعمار والإيمان واضح لا لبس فيه، وأي هوي أو غرض يقود صاحبه إلي بيوت الله، يبعده تماما عن الغاية الشرعية من ارتياد المسجد، ورغم أن المسألة تعد من المعلوم بالضرورة إلا أن المشهد الذي نراه، ويعاني منه المسلم اليوم يستدعي التذكير بالبديهيات، والأصول التي ضاعت، أو بدقة أهدرت عمدا تحت وطأة البحث عن مغانم دنيوية.
المسجد أصبح ساحة للدعاية السياسية!
بيوت الله تحولت إلي ميدان للصراع بين من يخلطون الدين بالسياسة من جانب، ومن جانب آخر بين الهيئة الرسمية المنوطة بالاشراف علي المساجد، وأولئك الساعين للسيطرة عليها من «إخوان  متأسلمين»  وسلفيين باختلاف فرقهم، وجماعات أخري ترفع لافتات  تتستر بها، بينما هي تعبير عن تيارات بعيدة عن جوهر الإسلام ووسطيته، وفي كل ذلك فإن المؤمن الذي يسعي لإعمار المساجد هو الضحية التي تتجاذبه أنواء الصراع مرة، وتبعده مرات، أو يقع أسير أفكار ما أنزل الله بها من سلطان!
وسط هذا المشهد الصراعي، لا يخجل من يتقاعسون عن أداء واجبهم الأساسي لحماية المساجد مما تعانيه، وانقاذ المؤمنين مما ينتظرهم، لا يخجل هؤلاء من ادعاء الانشغال بتجديد الخطاب الديني، وفي الواقع تتوزع أچندتهم بين تحالف خائب مع السلفيين، أو إدارة الظهر للأزهر، أو شخصنة الخلافات بين أجنحة المؤسسة الدينية، أما المساجد فلها رب يحميها!
حرام أن تستفحل فوضي المساجد، في رمضان، متي تصل رياح الإصلاح لوزارة الأوقاف، حتي تبتعد أشباح الفوضي عن المساجد؟