الحرب الارهابية الشرسة التي نتعرض لها الآن، لاتنفصل بأي حال من الأحوال عن مجمل الصورة القائمة حولنا علي الأرض العربية، بل هي جزء منها مرتبط بها برباط وثيق، وذلك نظرا لما تشكله مصر من رمز ومعني في عالمها العربي، وما تمثله من ثقل الوزن وقوة التأثير.
والصورة القائمة الآن بامتداد واتساع عالمنا العربي، تضم في مكوناتها الرئيسية، تلك النيران المشتعلة في أماكن كثيرة ومتعددة من ذلك العالم،...، والملاحظ أن أغلب هذه النيران ان لم يكن كلها تحيط بنا وتلف وتدور حولنا.
وبطول وعرض الصورة تري الدم العربي مستباحا ونازفا ومسفوحا، بفعل الحروب «الأهلية المستعرة والصراعات الطائفية والمذهبية القائمة والمواجهات والصدامات العرقية المشتعلة في كل مكان علي الارض العربية».
هذه للأسف هي الصورة علي أرض الواقع المحيط بنا، وهي للاسف الحقيقة القائمة والماثلة أمام اعيننا في العراق وسوريا وليبيا واليمن حاليا، وهي ذات الصورة التي كان يراد لمصر أن تكون عليها، لولا عناية الله ووعي الشعب والوقفة الشجاعة للجيش مساندا وحاميا للشعب، وداعما له ومنفذا لإرادته.
كان المراد لمصر ومازال، ان تكون جزءا من المخطط المرسوم للمنطقة، غارقة في الفوضي والعنف والاقتتال والتمزق الداخلي، في ظل السيطرة من جانب الجماعة ومرشدها علي مقاليد البلاد وكرسي الحكم، بعد أن أصبحت وكيلا معتمدا للإدارة الامريكية في المنطقة، ومشرفا عاما علي تنفيذ المخطط الأمريكي لهدم وتفكيك العالم العربي.. تمهيدا لقيام الشرق الأوسط الجديد.
كان المشروع ولايزال، يهدف إلي اغراق المنطقة كلها ومصر بالذات في بحار الفوضي غير الخلاقة، ونشر العنف وعدم الاستقرار، وإذكاء الفتنة والصراعات الداخلية الطائفية والمذهبية والعرقية، بهدف استقاط الدولة بعد هدم هيكلها وتدمير اعمدتها الحامية والداعمة،...، ولكن الله شاء غير ذلك، وحفظ أرض الكنانة من ذلك المصير الأسود، فكانت الثلاثون من يونيو، حيث هب الشعب رافضا الاستسلام لجماعة الإفك والضلال، وفارضا ارادته علي الجميع، ووقف الجيش بجوار شعبه منفذا لارادته وحاميا له.