«إذن نحن نبني سنغافورة علي الأراضي المصرية» هكذا يتصور أو يحلم د. هاني دميان وزير المالية، فهل سأل نفسه كيف استطاعت سنغافورة أن تحقق معجزتها؟ وهل بوسعنا أن نحذو حذوها؟

اختزال التجربة في الانتقال من مجرد ميناء إقليمي إلي مركز عالمي للتصنيع والخدمات، وصولا إلي كونها مركزا للخدمات التكنولوچية المعتمدة علي المعرفة، يترجم قصورا في النظرة، ففي كل نقلة أحرزتها سنغافورة كانت ثمة عوامل ومحفزات ساهمت في صنع كل خطوة باتجاه المستقبل، حتي تتحول إلي واحدة من أغني الدول، وأسرعها نموا.

إن عماد الإنجاز المبهر عندهم يتلخص في كلمة واحدة: التعليم.

استطاعت سنغافورة أن تصمم نظاما تعليميا كان بمثابة القاعدة التي أسست عليها نهضتها.

لم يتحدث أهل سنغافورة كثيرا عن عبقرية موقعهم، لكنهم ترجموا فهمهم إلي أفعال، ولم يبرروا الفساد عندهم بأنه موجود في كل الدنيا، لكنهم كافحوه، وتعاملوا بالقانون الحازم مع الفاسدين و.. و.. وإجمالا فإنهم أخذوا بالأسباب،  فأصبحت بلدهم ضمن الأسرع نموا، والأقل بطالة، وبات نصيب المواطن من الناتج المحلي في ارتفاع مستمر.

واليوم، فإن التنمية في سنغافورة قائمة علي الابتكار، كحصاد طبيعي لنظامها التعليمي شديد التميز - حتي بالمقارنة بغيره من النظم الغربية والآسيوية - يطبق رؤية شعارها «مدارس تفكر، مجتمع يتعلم»، فكانت مخرجاته كوادر مبتكرة مبدعة، لا باحثة عن تراب الميري لتتمرغ فيه!

هناك يا دكتور، التنمية للناس، وبالناس، في ظل نخبة نزيهة تخاصم «الحنجورية»، ولا تطالب مواطنها بما لا تفعل.. فهل بوسعنا - مرة أخري - أن نحذو حذوهم؟