تختلف النظرة الي الوقائع والأحداث طبقا لاختلاف الزاوية والمنظور الذي ننظر منه، وايضا يختلف الانطباع عن هذه الوقائع وتلك الأحداث وفقا للهدف الذي ترمي إليه، والقصد الذي نسعي للوصول له ونعمل علي تحقيقه.
وهذا ينطبق ايضا علي واقعة إقالة رئيس احد الأحياء بالقاهرة من منصبه، التي تمت الجمعة الماضية، واعلن انها جاءت نتيجة القصور الواضح في أداء ما هو مكلف به من واجبات ومسئوليات في حدود وظيفته كرئيس للحي.
وقد بدا ذلك واضحا في تكدس اكوام القمامة في الحي وإحاطتها اللافتة للإنتباه بالمباني والمعالم الأثرية ذات القيمة التاريخية الموجودة في الحي، وهو ما يعطي الانطباع بقصور محتمل في جميع المهام والمسئوليات الأخري.
وهذه الواقعة من الممكن ان ينظر اليها البعض كحادث قائم بذاته ومنفصل عما جاوره من وقائع وأحداث أخري، وغير متصل بها من قريب أو بعيد،..، وأنه جاء في اطار سوء الحظ الذي أصاب الرجل، وجعل هذه المثالب أو ذلك التقصير يقع تحت نظر رئيس الوزراء خلال وجوده بالمنطقة، بعد افتتاحه «المسجد الأزرق»،..، أي انها مجرد صدفة لا أكثر ولا أقل.
وفي تصوري ان هذه رؤية غير صحيحة وغير واقعية للأمور، بل انها رؤية قاصرة وسطحية ايضا،..، لأن الحقيقة علي ارض الواقع تقول بغير ذلك علي الاطلاق. الحقيقة علي ارض الواقع تقول إن هناك قصورا شديدا في القيام بالواجبات والمسئوليات الملقاة علي عاتق رؤساء الأحياء، في مناطق كثيرة بالقاهرة والمحافظات، وان هناك إهمالا وتسيبا شديدين في الأحياء والميادين، وإن هناك غيبة للانضباط كبيرة تسود جميع المرافق والخدمات  في كثير من المدن والقري علي مستوي مصر كلها.
(وللحديث بقية)