بعد السنين الطويلة التي مرت علينا دون تحقيق التقدم والازدهار المأمولين كان من الطبيعي أن ينفد صبرنا الي الدرجة التي تجعلنا لا نتحمل المزيد من أعباء الفشل.. في نفس الوقت شاءت الظروف أن نتحول إلي هدف للصدمات والضياع والتأخر نتيجة عدم الاستقرار والانفلات الامني اللذين صاحبا عملية سطو جماعة الارهاب الإخواني علي ثورة 25 يناير وما تبع ذلك من سيطرة علي مقدرات الوطن.
في مواجهة الحالة التي تثير اليأس والاحباط فأنه اصبح محتما التصدي لكل مظاهر الاداء الفاشل الذي خيم علي كل جوانب حياتنا وكان سببا لما أصابنا من تأخر. صحيح انه وبعد ثورة 30 يونيو وبتأثير الشعور بالتفاؤل بالمستقبل الذي ساد برزت بعض تباشير النجاح المتمثلة في الاقدام علي تبني عددا من مشروعات التنمية.
ورغم ذلك فانه لا يمكن انكار ان آفة الفشل اللعينة مازالت متملكة و«معششة» في الكثير من منشآتنا ومؤسساتنا واجهزتنا العامة بسبب سوء الاختيار للمسئولين عن إدارتها علي كل المستويات.. هذه الاخطاء سببها وقوع القيادة اسيرة المجاملة والخضوع لمبدأ اهل الثقة الذين يتم تفضيلهم علي اهل الخبرة.. هذا يعني حرمان العمل العام من عائد هذه الخبرة وبالتالي من الخير الذي يمكن ان يعود علي الوطن والمواطنين.
بالطبع فان هذا الوضع المؤسف لا يبشر بتسريع مسيرة التقدم لتعويض ما فاتنا. إنه يتمثل في الاصرار معظم الاحيان علي اختيار الرجل غير المناسب لكثير من المناصب العامة بما في ذلك منصب الوزير وهو ما يؤدي إلي تعظيم حالة الفشل. للخروج من هذا المأزق الذي نعيشه فاننا نحتاج الي التخلي عن هذه الثقافة في شئون القيادة والتي لازمتنا علي مدي ستة عقود متتالية.
التغيير في هذا التوجه أصبح امرا حتميا حتي يتناسب ويتجاوب مع الامال والتطلعات الشعبية التي جاءت بها ثورة 30 يونيو. ان ما نستهدفه هو اختفاء ظاهرة الفشل وبروز المزيد من الانجاز الذي تظهر آثاره ايجابا علي الحياة اليومية للمواطن.