أيا كانت الأسماء التي جاءت في قرار الرئيس بالإفراج عن ١٦٥ شابا من المحتجزين، فعلينا أن نرحب بالقرار، ثم علينا أن ننتظر خطوات أخري قادمة وسريعة علي هذا الطريق.
وفي كل يوم ندرك أن من خططوا للاستيلاء علي حكم مصر، لن يسكتوا علي هزيمتهم، وأن من راهنوا عليهم من القوي الخارجية سيواصلون دعمهم.
في مقابل ذلك تقف مصر صامدة، تقاتل الارهاب وتحمي جهود التنمية وتعتمد علي استقلال قرارها وبناء دولتها الحديثة. مصر واثقة من النصر، وواثقة من قدرتها علي صنع المعجزات حين تملك الإرادة والقيادة وتتوحد الصفوف. ماأنجزناه في ٣٠ يونيو وما بعدها هائل في كل المجالات. لكن ذلك لا ينبغي أن يخفي الثغرة التي يريد الأعداء النفاذ منها والتي يشارك في صنعها أعداء الوطن جنبا إلي جنب «سلاح الدببة» الذي يتصور أنه يتقرب إلي النظام بطعن ثورة ٢٥ يناير، بينما هو لا يخدم إلا أعداء الثورة وحزب الفساد الذي أسقطه الشعب في يناير، وأعاد اسقاطه (مع فاشية الإخوان) في ٣٠ يونيو.
ما ينبغي أن يقلقنا هو أن يأتي ٣٠ يونيو وبعض فرقاء الثورة رهن الحبس، بينما وجوه الفساد والاستبداد تطل علينا من جديد وتحاول احتلال أكبر مساحة ممكنة من المشهد السياسي والإعلامي!!
ما يقلقنا أن نحتفل بإنجازنا الكبير في قناة السويس بعد أسابيع بينما بعض من فتحوا الباب أمام المستقبل في ٣٠ يونيو من شباب الثورة غائبون عن المشهد!!
في أكثر من لقاء سمعت الرئيس السيسي يؤكد علي ضرورة التصفية السريعة لموقف المحتجزين من الشباب تحقيقا للعدل وتأكيدا علي انحياز النظام لثورتي ٢٥ يناير و٣٠ يونيو معا، لكن القادرين علي وضع الموانع في طريق تحقيق ذلك مازالوا فاعلين. والمؤامرة لشق صف الثوار مازالت مستمرة، ويزيدها اشتعالا الغياب القسري لبعض الشباب، والظهور الفج لرموز الفساد في النظام القديم بكل ما يمثلونه من عداء للثورة الحقيقية ومن استعداد للتحالف مع الشيطان..كما فعلوا مع الإخوان حين شاركوهم الحكم.. والفساد!!
أعظم ما نقدمه للثورة في ٣٠ يونيو أن تلتئم الجراح، وأن تتوحد صفوف رفاق الثورة. وأن نري شباب الثورة في مقدمة المشهد، وأن يتواري أقطاب حزب الفساد الذي يتصور أن الوقيعة بين ثورتي ٢٥ يناير و٣٠ يونيو يمكن أن تعيد له نفوذه.
ننتظر أن يكون الاحتفال بثورة يونيو، احتفالا، في نفس الوقت، بثورة يناير، واحتضانا لشباب الثورتين، وإعلانا للحرب علي فساد قديم يريد أن يتجدد، ولا يقل عن خطر «إخوان الإرهاب». وأظن أننا سنفعل لأن هذا هو ما اختاره الشعب ولن يتراجع عنه!!