لشهر رمضان مذاق خاص في مصر، فبعد يوم طويل من الصيام و العبادة أهرب بعد الافطار إلي التليفزيون  لأعيش وسط عالمه من مسلسلات وبرامج، فلقد شكلت العديد من الاعمال الدرامية وجداني وعاشت في ذهني علي مدي سنوات طويلة مثل «ليالي الحلمية»، «الشهد والدموع»، «رأفت الهجان»، و«الرايا البيضا» وغيرها من الاعمال الخالدة، فأنا مقتنعة ان الفن مرآة  للواقع.

لاحظت طرح كم هائل من المسلسلات الدرامية هذا العام، قيل انها تقارب ٥٩ عملا، فكان علي الاختيار من خلال تقييم النقد الفني وآراء كتاب الاعمدة في الصحف، ثم اوجه المؤشر علي القناة المراد مشاهدة المسلسل المختار أو النجم المفضل بطل العمل، لمست ان جيل الفنانة يسرا والهام شاهين وليلي علوي ونور الشريف ويحيي الفخراني تعرض لهزيمة واضحة هذا العام وظهر جيل جديد من الشباب وأصبحت البطولة مشاركة لا ينفرد بها نجم  سواء كان من الجيل الجديد او جيل الوسط وان شارك في العمل ممثل أو ممثلة من الكبار مثل بوسي او أحمد عبدالعزيز أو حسين فهمي فعادة يكون دورا غير مؤثر في الاحداث وتم اختيارهم لانهم يمثلون الزمن الجميل.

كنت انتظر مسلسلات شكل تاني تلمس واقعنا وتجسد أحلامنا وتحاكي المشكلات التي طرأت علي المجتمع في أعقاب قيام ثورتي  ٢٥ يناير و٣٠ يونيو لقد عاصرنا خلال السنوات الاخيرة الاربع  ظروفا  مختلفة وبدلا من التركيز علي اسباب اندلاع الثورتين التي نعلمها جيدا كان علينا ان نختار موضوعات مفيدة، وان تحقق ذلك في عدد لا يحصي علي اصابع اليد مثل مسلسل «تحت السيطرة» الذي يتناول قضية المخدرات و«استاذ ورئيس قسم» الذي يعتمد علي انجذابنا الشديد لوجه واداء عادل امام، لقد تعرضت العديد من المسلسلات للنقد الشديد منها من طرح موضوعات غريبة وجريئة بشكل مرفوض ولغة لا تتناسب مع مجتمعنا واعترف انني ضحكت امام مشاهد كثيرة في المسلسلات الكوميدية مثل «يوميات زوجة مفروسة» و«لما تامر ساب شوقية» و«الكبير قوي» و«لهفة» وكان من الملاحظ ان أغلب المشاهد داخل الاستوديو والتمثيل من فوق المقعد، الجميع جالسون يتحدثون.

اتمني ان نهتم بالكيف قبل الكم وان يتفق العاملون في هذا اوالمجال علي خطط وخطوط عريضة يتم تحديدها والالتزام بها امام جهة مثل غرفة صناعة السينما أو.. أو.. ونشاهد تصويرا خارجيا يكشف جمال المدن الساحلية والاثرية المصرية كما فعل الأتراك حتي اصبح منزل عاديا يطل علي البوسفور مزارا سياحيا للعرب.