فجأة بدأت كل الفضائيات ووسائل الإعلام الإعلان عن مشروعات عديدة للتبرعات اتجه معظمها إلي مستشفيات ومراكز خاصة للعلاج.
عشرات الحسابات تم فتحها في البنوك لهذا الغرض وهي ظاهرة أصبحت معتادة خلال الشهر الكريم.
سارعوا إلي الخيرات والصدقات هو أحد القيم النبيلة التي نادي بها ديننا الحنيف وهي قيمة سامية من حقنا ان نعتز بها وندعو إليها. لكن ان يصبح الأمر بلا ضابط ولا رابط فهذا هو الشيء الذي يجب أن نتوقف أمامه. أن جمع التبرعات والصدقات لأعمال الخير له قوانين وضوابط خاصة تتيح خضوع كل هذه الجهات لأعمال الرقابة  المالية والمحاسبية.
وإذا كانت ثقتنا عمياء في دماثة خلق كل المتبرعين الذين يشرفون عليها أو يقومون بإدارتها فإنني أطالب الدولة ممثلة في وزارات التضامن والشئون الاجتماعية والأزهر ووزارة الصحة بأن تقوم بمراجعة أعمال كل هذه المشروعات وحتي نبث الطمأنية في نفوس المواطنين الذين يجدون فيها الملجأ لتبرعاتهم وصدقاتهم.
لقد رأيت بعيني بعض الجمعيات التي تقوم بتوزيع وجبات جاهزة في الشوارع والميادين وسرعان ما يقوم الذين حصلوا عليها بتفريغ محتوياتها في صناديق القمامة بعد أخذ ما لذ وطاب منها سواء كان لحوماً أو فاكهة.
أيضا هناك مراكز صحية ومستشفيات متعددة الأسماء والأغراض تقوم بالإعلان عن قبول التبرعات وأعتقد انه من الضروري أن يتم مراجعة ذلك مراجعة دقيقة.
وما أطالب به ليس تشكيكا في أحد ولكن لكي يطمئن قلبي خاصة لو علمنا أن أحد المستشفيات الكبري الذي يقوم بجمع التبرعات يقوم بصرف مرتبات ضخمة للعاملين به سواء من الأطباء أو الممرضين أو الإداريين.
وهناك بيت للزكاة وهناك صناديق يتم انفاق أموالها في أوجه خير كثيرة. مرة أخري أتمني ان نبادر بالصدقات ولكن من الضروري التفحص والتأني وأيضا الرقابة التي كثيراً ما قد تكون غائبة في أي شيء يتعلق بالتبرعات لوجه الله تعالي. اعقلها وتوكل