عندما أصدر الرئيس عبد الفتاح السيسي قرار العفو عن 165من شباب المعتقلين بمناسبة حلول شهر رمضان، وقال بوضوح لوزير الداخلية (يتسحروا مع أسرهم) تصورت كما تصور الكثيرون، أن الفتيات الصغيرات المعتقلات في قضية خرق قانون التظاهر أمام قصر الاتحادية (24فتاة) علي رأس قائمة المعفو عنهم.. مرة لأنهن فتيات صغيرات، ومرة لأنهن يستحققن ما هو أكثر من العفو... يستحققن الحرية.. فلا هن إرهابيات، ولا حملن سلاحا، ولا أطلقن مولوتوفا، ولا مارسن أي شكل من أشكال العنف.. فقط أعلن أحتجاجهن، ورفضهم لقانون التظاهر...خلت قائمة العفو الرئاسي، من أسماء الفتيات (يارا سلام، مني سيف، ماهينور المصري و...)خلت من أي اسم لفتاة أخري...حالة من التمييز ربما ضد المرأة، ليس فقط في العقاب، لكن حتي في العفو أيضا..! وربما هو تمييز متعمد ومقصود، كنوع من معاقبة الفتيات علي اهتمام العالم بأمر اعتقالهن، وتصاعد الحملات المطالبة بإطلاق سراحهن، وتحول صور بعضهن إلي رمز للحرية... قصائد بلغات مختلفة، وأغنيات، ورسوم، ولوحات، وتظاهرات في أماكن مختلفة تعلن تضامنها مع هؤلاء الفتيات الصغيرات...
والمؤكد أن قرار العفو الرئاسي فعل إيجابي(رغم نقصانه) لكنه خطوة للإفراج عن كل سجناء الرأي.. ولعله أيضا خطوة لتعديل قانون التظاهر، ليتم الأفراج عن كل المعتقلين بموجبه....وعد الرئيس السيسي(وهو صادق) أكثر من مرة، أنه لن يترك مظلوما واحدا في السجن دون أن يفرج عنه...لكن هناك طابور من المظاليم، طابور من الأبرياء، من النشطاء وسجناء الرأي.. طابور من الفتيات الصغيرات، يستحقون أكثر من العفو... يستحقون الحرية