يوما بعد يوم تتكتشف أبعاد جديدة في المؤامرة (أو المخطط المعادي حتي لا نغضب من ينكرون حديث المؤامرة ويرفضون أن يكون عاملا في الأحداث التي نراها)!!
في اليوم الأول للسقوط المفاجئ للموصل في يد «داعش» جاءنا صوت الرئيس الأمريكي «يبشرنا» بأنه سيجمع العالم في تحالف لانقاذ الموقف.. ثم يقول لنا إن تحرير الموصل سوف يستغرق ثلاث سنوات علي الأقل!!
وحتي هذا لم يحدث، وها نحن بعد أكثر من عام، وتنظيم «داعش» يمد سلطته ويستولي علي نصف العراق، ويؤكد وجوده في سوريا، ويتخذ له قاعدة في ليبيا، ولولا الحرب البطولية لجيش مصر لكانت سيناء في قبضته!! بينما التحالف الذي تحدثت عنه أمريكا لا أثر له، والضربات الجوية لا تحقق شيئا علي الأرض، والموقف يزداد تعقيدا بعد أحداث اليمن وازدياد الخطر علي الخليج العربي مع التأكد من أن أوباما مستعد لفعل أي شيء من أجل الاتفاق مع إيران.
جزء مهم من الخطة أن تطول الحرب، وأن تبقي مناطق واسعة من العالم العربي في ظل الفوضي أو تحت حكم الدواعش بمختلف فصائلهم. الأخطر من ذبح المواطنين هو التعود علي الوحشية والخضوع لمن يمارسونها باسم الدين الحنيف!! أسوأ ما يصاب به العرب أن يتعودوا (في ظل الدواعش وإخوان الإرهاب ومن يدعمونهم من القوي الأمريكية العالمية) علي الإذلال!! الروايات المفزعة عن أحوال الناس تحت حكم الدواعش تفسر لنا لماذا انطلقوا بدعم أمريكا وحلفائها؟ ولماذا توسعوا ومازالوا؟ ولماذا يترك لهم المجال لتثبيت حكمهم وبسط نفوذهم؟ ولماذا كان الموقف منذ اليوم الأول (علي لسان أوباما) أن تحرير الموصل سيستغرق ثلاث سنوات، بينما يستكمل الدواعش سيطرتهم علي نصف سوريا والعراق ويتوغلون في ليبيا، ويحولون العالم العربي إلي قسمة بينهم وبين التطرف الشيعي برعاية إيران.
قد يتسلي البعض بقراءة أخبار أن «الدواعش» منعوا لعب الطاولة وقص شعر الرجال، وحرموا صلاة التراويح في المناطق التي يسيطرون عليها. لكن الواقع يقول إننا أمام كارثة ينبغي ألا تطول.
والأخطر أن الأمريكان وأتباعهم يمهدون الآن لكي نقبل هذا الواقع، ويريدون الاعتراف بأمر واقع بدولة الدواعش (ثم بغيرها من الدول والولايات التابعة) بأن داعش العراق تلك الموارد للخلافة المزعومة من بيع البترول المسروق وفرض الإتاوات ونهب البنوك!!.. تبريرات يعرفون كذبها، ولكنهم يريدون أن يكون الخيار المطروح علينا هو بين داعش وأخري.. لكي لا تقوم للعرب قائمة بعد اليوم!!
في مناسبة القبض علي المذيع أحمد منصور في ألمانيا، رأينا «الفيديو» الشهير لحفلة التعذيب التي شارك فيها أثناء ثورة يناير.. لم أستغرب الأمر «ثقافة» الإخوان هي الأصل في كل التوحش الذي نشاهده من الدواعش. هذه هي الحقيقة التي يحاول «الإخوان» الهرب منها حتي يكونوا عملاء طيبين للسادة الأمريكان!!