في بداية عملي الصحفي اتيحت لي تجربة صحفية فريدة عندما كلفني الكاتب الكبير الراحل وجيه ابوذكري بعمل تحقيق صحفي عن جمعية «المدمنون المجهولون» واستغربت كيف يكونون مجهولين ولهم جمعية ولهم عنوان وكان رده: هذا ما انتظر أن أعرفه منك في التحقيق الذي ستجريه في فيلا قديمة بمصر الجديدة تعرفت عن قرب علي تجربة كانت في ذلك الوقت جديدة في العالم لعلاج المدمنيين.. جلست معهم، واستمعت للقسم الغريب الذين رددوه وهم يتحلفون حول مرشدهم «اللهم امنحني السكينة لاتقبل الاشياء التي لا استطيع تغييرها».
انا «فلان الفلاني» مدمن هيروين، منذ ٥ سنوات وعشرة شهور.. جربت كل وسائل العلاج.. وفي كل مرة انتكس.. سرقت كل من حولي.. أبوي وأمي وأخواتي، ولما طردوني من البيت سرقت اصحابي.. وفي الاخر اتمسكت واتسجنت كام شهر وجئت اليوم علشان أقول لكم اني خلاص قرفت من نفسي وعايز علاج.
استمعت لحكايات كارثية، ومآساوية عن هؤلاء الذين سلكوا طريق ادمان الهيروين، والكوكايين والخمور، وحتي القمار.. ودمروا حياتهم، وحياة كل من اقترب منهم.. متابعتي لمسلسل تحت السيطرة اعادني إلي هذا التاريخ.
الناس قد تكون مصدومة مما تشاهد، لكن للاسف هناك حقائق خرجت بها من هذه التجربة الصحفية، اهمها ان المدمن لا يبرأ بالكامل من دائه، وأن طالت المدة، فهو دائما يحتاج إلي من يحتمي به يحتاج إلي الصراحة بلا حدود إلي التعري التعامل- بذكر الحقائق- لكي يجد من يساعده..
الادمان خارج السيطرة.. فكر مليون مرة قبل أن تخوض التجربة.