الآن لم يعد الأمر سراً، وانكشف المستور الذي حاولو اخفاءه والتعتيم عليه طوال الشهور الماضية،...، وظهرت صحة ما كانت تقوله وتؤكده بعض المقالات والتحليلات والرؤي الإقليمية والدولية والمصرية أيضاً، التي ذكرت وجود العديد من المؤشرات والدلائل الكافية لإثارة الشكوك، حول وجود علاقة وثيقة بين التنظيمات والجماعات الإرهابية والمتطرفة التي ظهرت وانتشرت في المنطقة العربية مؤخرا، وبين الولايات المتحدة الأمريكية ومخابراتها المركزية علي وجه التحديد.
تقارير كثيرة وتحليلات ورؤي عديدة كانت تقول وتؤكد، ان هناك من الدلائل والمؤشرات الطافية علي سطح الأحداث، ما يكفي وزيادة لتأكيد هذه العلاقة، ولكن ذلك كان يقابل بالنفي من الجانب الأمريكي، الذي طالما ادعي براءته من ذلك، وراح يؤكد في ذات الوقت ان هذه مجرد تصورات وهمية، وان القائلين بذلك هم من المغرمين بتصور وجود مؤامرة أمريكية وراء كل احداث العالم، واحداث المنطقة العربية والشرق الأوسط بالذات.
وظل الأمر علي هذا المنوال، شكا متناميا في العالم عموما والمنطقة العربية علي وجه الخصوص حول هذه العلاقة، ونفيا من الجانب الأمريكي وتواطؤا من الجانب الأوروبي، حتي ظهرت الحقيقة من خلالهم وعلي صفحات صحفهم، وفي التقارير الصادرة عن مراكز البحث المتخصصة عندهم.
وفي هذا الإطار تسربت ونشرت وترددت الأخبار والتقارير، التي تتحدث عن خطة أمريكية متكاملة لخريطة جديدة واوضاع مستجدة في المنطقة العربية والشرق الأوسط، تبدأ بما تحقق في العراق من تمزيق وما يجري في سوريا من تمزق، وما يتيحه ذلك من إقامة إمارة سلفية أو دولة للخلافة الإسلامية  في هذه المنطقة، نفتح الباب واسعا للإطاحة بكل ما هو قائم علي الخريطة العربية الآن، في ظل احتمالات هائلة للفوضي الخلاقة بالمنطقة كلها.
وما تسرب وما نشر وأصبح معلوما الآن، يؤكد بما لا يدع مجالا للشك صحة الرؤي القائلة بأن ما تشهده المنطقة العربية الآن من خلافات متقدة وصدامات قائمة وصراعات ملتهبة وحروب متأججة، انما يتم ويجري بفعل فاعل، وفي إطار ما سبق التبشير به وذكره علي ألسنة العديد من المسئولين الأمريكيين وقبل وخلال وبعد غزو العراق واحتلاله ثم تمزيقه.
وللحديث بقية»