لعله يكون أمرا صادما للكثيرين اذا قلنا، إنه علي الرغم من خوضنا بالفعل حربا شرسة ضد جماعات الإرهاب والضلال، وعصابات الإفك والقتل والتفجير طوال العامين الماضيين وحتي الآن، إلا ان الحقيقة علي ارض الواقع تشير، الي ان الشارع المصري وغالبية المواطنين لا يتصرفون علي اساس الادراك الواعي بوجود هذه الحرب، وما يتطلبه ذلك الوعي والادراك من تنبه ضروري وحذر واجب واستعداد وتأهب دائم.
هذه هي الحقيقة التي يجب ان نعترف ونقر بوجودها للأسف الشديد علي أرض الواقع، رغم كل ما جري طوال العامين الماضيين ومازال يجري حتي الآن، من حرب خسيسة وشرسة من جانب هذه الجماعات وتلك العصابات ضد مصر وكل المصريين.
وهذا الوضع يجب أن يتغير وذلك الامر لا يجب ان يستمر علي ماهو عليه، فليس معقولا أن نتعرض في كل يوم الي جريمة ارهابية جبانة يسقط بسببها شهداء ومصابين دون ان يكون لذلك انعكاس علي ارض الواقع، ودون أن يكون ذلك دافعا لنا للتنبه والحذر والاستعداد.
وليس مقبولا علي الاطلاق ان يتوقف رد فعلنا كمواطنين بعد كل حادث إرهابي، الشجب والادانة والاستنكار للجريمة الخسيسة، وعلي الشعور بالألم والغضب والمطالبة بالقبض علي المجرم وضبط المخربين وتوقيع العقاب عليهم والقصاص منهم.
هذا لا يجب ان يستمر بعد الأن، لأن هذا بكل الصراحة والوضوح تصرف سلبي وليس تصرفا ايجابيا كما انه تصرف او رد فعل مؤقت ولا يدوم، بالاضافة لكونه لا يقدم ولا يؤخر، هو مجرد تنفيث عن الغضب لما يحدث والألم والأسي لسقوط الضحايا، ثم لا يلبث ان ينقشع وينتهي بعد ساعات أو أيام .
اما ما يجب ان يكون فهو أن نستشعر جميعا اننا طرف أساسي في المواجهة الشاملة مع الإرهاب، واننا جميعا جزء رئيسي من هذه الحرب نقف فيها مع قواتنا المسلحة ورجال الشرطة ضد قوي البغي والعدوان والافك والضلال وجماعة الإرهاب.
وهذا الاستشعار وتلك المشاركة تتطلب منا جميعا أن نكون علي قدر المسئولية، وان نقوم بواجبنا في الانتباه والحذر واليقظة الدائمة، لكل الظواهر غير المألوفة، او المثيرة للشكوك والريبة، حتي نقطع الطريق علي الارهابيين ونضيق الخناق عليهم، ونمنعهم من اتمام جرائمهم أو وضع المتفجرات بجوار المنشآت العامة وفي الأماكن الحيوية،..، وهذا هو اقل ما يجب ان نقوم به للمشاركة الايجابية في الدفاع عن أنفسنا ووطننا.