في ظل الأنباء المتواترة وما تكشف مؤخرا من المعلومات والتقارير المتسربة، والتي وجدت طريقها إلي أجهزة الاعلام خلال الأسابيع القليلة الماضية، يصبح مؤكدا وجود علاقة وثيقة تربط ما بين الظهور المفاجئ والتضخم اللافت والمشبوه «لداعش» في قلب العالم العربي، وبين المخابرات المركزية الأمريكية.
وبات واضحا انه بالرغم من كل محاولات التعمية والتضليل، التي أحاطت بالملابسات الخاصة بنشأة وظهور ونمو هذا التنظيم الإرهابي، إلا أن أشعة الحقيقة بدأت في الظهور، حاملة معها إشارات واضحة عن الجهات المسئولة عن قيامه، والدول الراعية له والداعمة لوجوده في المنطقة العربية، والأسباب وراء هذا الوجود وذلك الدعم،..، حيث لم يعد الأمر سرا.
وما تسرب وما نشر وأصبح معلوما الآن يؤكد بما لايداع مجالا للشك، صحة وجهات النظر التي رأت فيما تشهده المنطقة العربية الآن، من خلافات وصراعات وانقسامات وقف خطة منظمة، عملية مشبوهة ومنظمة لا تجري بالصدفة، ولكنها تسير في إطار تخطيط مسبق يهدف إلي إثارة الفوضي في العالم العربي وهدم واسقاط دوله وصولا إلي تحقيق الهدف الاستراتيجي المعلن، وهو إعادة رسم خريطة المنطقة العربية من جديد، في إطار الشرق الأوسط الجديد أو الواسع.
وإذا كانت آخر التسريبات هي ما يتعلق بالوثيقة السرية للوكالة الأمريكية لمخابرات الدفاع الجوي، التي تتحدث عن أن التفكير في إقامة إمارة سلفية في شرق سوريا والعراق كان مطروحا منذ سنوات، كي تكون نواة «لدولة الخلافة الإسلامية» المزمع زرعها في هذه المنطقة،..، إلا أن هناك العديد من المعلومات التي تسربت قبل ذلك بخصوص الصلة الوثيقة بين «داعش» والتنظيمات الإرهابية الأخري بالمنطقة مثل «النصرة» و«جند الله» وغيرها، وبين المخابرات الأمريكية خاصة، وأجهزة المخابرات الغربية بصفة عامة.
ويكفي للدلالة علي ذلك الاشارة إلي ما تسرب من أخبار ومعلومات، عن الاتصالات التي جرت وتجري طوال السنوات والشهور الماضية وحتي الآن، علي الأرض التركية بين الضالعين في هذه التنظيمات الإرهابية، والمسئولين بالمخابرات الأمريكية للتفاهم والاتفاق علي الدور الفاعل لهذه التنظيمات والجماعات في الحرب المشتعلة بسوريا، والتمزق القائم بالعراق في إطار المخطط الشيطاني الساعي لنشر الفوضي غير الخلاقة في المنطقة كلها تمهيدا لتحقيق ما يهدفون له من تهيئة الأرض للشرق الأوسط الجديد.