يحيرني السؤال كلما هل علينا شهر الصوم.. هل نحن نصنع مسلسلات هذا الشهر من أجل الإعلانات أم أننا نصنع الإعلانات من أجل المسلسلات؟ وما يزيد حيرتي كيف يمكن متابعة مسلسل والإعلانات تقطع تركيزنا معه كل عدة دقائق؟
وكيف يكون مزاجنا وصفاؤنا الذهني حين نشاهد مسلسلا عن الحياة التعسة واللغة البائسة بالعشوائيات ثم يقطع بفاصل إعلاني عن حياة المنتجعات وفيلات الساحل الشمالي والعين السخنة ومشهد بؤس العشوائيات بلغتها وفقرها المذل عالقا بأذهاننا؟!
ولا نعرف هل القائمون علي صنع هذه المسلسلات يريدون فعلا مشاهدتنا لأعمالهم من أجل الاستمتاع الفني الذي أشك في عدم توافره للزج العشوائي للإعلانات بين ثنايا المسلسل التي تستمر وقتا أطول منه.
أم أنهم يصنعون المسلسل من أجل هرينا بفجاجة الإعلانات التي تفوق فجاجة محاولات مسئولينا الكبار إيهامنا بأنهم فوجئوا بتردي أحوال مؤسساتنا الصحية والتعليمية وحياتنا المعيشية وبأن الغارمات مازلن في السجون من أجل محاولة صنع حياة كريمة لبناتهن.
وما يجعلنا نشعر بالتعاسة وسط الصخب المسلسلاتي أننا نسمع أحاديث الفنانين عن معاناتهم أثناء التصوير وإعجابهم بالورق أي بسيناريو وكيف رغب في أداء هذا العمل حتي لو مجانا.. ثم بعد ذلك لا نسمع منه أي ضيق أو تبرم من طريقة عرض المسلسل التي تساهم بلا رحمة في قتل العمل وضياع الهدف منه.
ولا نسمع سوي ما يهري كبد الغلابة عن أجور الفنانين.. أما الخناقة الحقيقية التي تنشب بين الفنانين وصانعي المسلسلات فهي غالبا عن توقيت عرض العمل.
بالتأكيد ليس عندي نصيحة للمشاهد بعدم متابعة ما يعرض لأنه محاصر في كل القنوات وعليه أن يتحمل صابرا شهر المسلسل الإعلاني