وسط مهرجان المسلسلات بعيدة الصلة عن شهر رمضان المعظم والبرامج الخالية من المضمون والمحشوة بالتفاهة غير المحدودة والألفاظ الوقحة، شاهدت برنامجا استضاف اللواء أبوبكر الجندي رئيس الجهاز المركزي للتعبئة العامة والاحصاء، الضيف نموذج  للمسئول الذي يعرف مهام منصبه بكل دقة ويحمل مسئولياته بكل أمانة واثقا من نفسه يملك قدرات عالية من الخبرة ويدير جهازا من أخطر الاجهزة والمؤسسات في الدولة، يعرف تعداد كل الأنشطة في جميع مجالات العمل الوطني التي هي من المفترض أساس كل قرار سليم في الدولة.
من خلال مسئولياته وعمله الذي هو غيور عليه بشدة ولا يطيق ان يسمع أو يري أو يقرأ معلومة أو احصاء غير دقيق إلا ويقوم بمداخلة شخصية علي الهواء بقصد تصويب وتصحيح أي احصائية غير دقيقة أو بالاتصال بكاتب المعلومة. كما حدث معي شخصيا منذ عامين وكانت المعلومة خاصة بنسبة البطالة في مصر، مؤكدا ان الجهاز هو الجهة الوحيدة في مصر التي تملك البيانات والاحصاءات الدقيقة وان جميع الوزارات والمؤسسات تنقل منها.
الرائع ان الرجل لديه معرفة كاملة بكل ما تعنيه الاحصاءات بدقة متناهية سواء كانت في الاقتصاد أو الصحة أو التعليم والاستثمار والبطالة، باختصار يعرف ويملك مدلول وكيفية توظيف البيانات الخاصة بالدولة.. الرجل يذكرني بالدكتور عاطف صدقي رئيس الوزراء الأسبق احد أبرز رؤساء الوزارات في تاريخ مصر في العمل الوزاري واستطاع أن يحقق اصلاحا اقتصاديا في فترة الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي وانتشل الاقتصاد المصري من حالته المتردية إلي حالة الانتعاش والقوة بهدوء وفي صمت تام.